فتجد ما فعلت قد أحضر إليك. وأنت اليوم في دار المهلة ، ومكان الفسحة ، فلا تذهب أيامك سدى ، واعمل فيها بطاعة ربك (١) ، وعلق قلبك في ملكوت إلهك ، واجعل دليلك القرآن ، وقرينك الأحزان ، وفعلك الإحسان ، وطعامك الفكر ، وحديثك الذكر ، وحليتك الصبر ، وقرينك الفكر (٢) ، وهمك الحساب ، وسعيك الثواب ، وجليسك الكتاب ، وأملك الرجاء ، وسريرتك الوفاء ، وسيرتك الحياء ، وفاقتك الرحمة ، وعملك الطاعة ، وطلبك النجاة ، وسؤالك المغفرة ، وسبيلك الرضى ، وخوفك العقاب ، ورغبتك الثواب ، وخلقك العفاف ، وعزيمتك الكفاف ، فمن سلك هذه الطريق سبق ، ومن تكلم بمثل هذه صدق ، وهي عروة فمن تعلق بها استوثق ، والحمد لله رب العالمين.
[الإسلام]
قال الوافد : فما وراء ذلك يرحمك الله؟
قال العالم : الإسلام ، وهو أن تسلم للذي آمنت به. ومن الإسلام أن تسلم كليتك(٣) إلى أعمال الطاعات ، فإذا بلغت ذلك سلمت من العقاب (٤) ، وسلم الخلق منك ، ويكون إسلامك بالظاهر والباطن ، حتى لا يخالف قولك فعلك ولا فعلك يخالف قولك ، فيكون ظاهرك باطنك ، وباطنك ظاهرك ، وتكون موقنا بالوحدانية ، مقرا بالربوبية ، معترفا بالعبودية ، مجللا بالعظمة ، هائبا للجلالة ، فرحا بالمكروه (٥) ، محبا
__________________
(١) في (أ) و (ب) : الله.
(٢) في (أ) : إلهك ، وطعامك الذكر ، وخليلك الصبر ، وقرينك الذكر ، وهمك الحساب. وفي (ج) : إلهك ، واجعل دليلك الإيمان ، وقرينك التفكر ، وهمك الحساب.
(٣) سقط من (ج) : كليتك إلى.
(٤) في (ج) : النار.
(٥) في (أ) و (ب) : بالملكة. وفي (ج) : بالسكون. ولعلها مصحفة. وما اثبت أشار إليه في (ب) : بنسخة. ولعله الصواب.