اللوم؟! على أي عهد لله أوفيت ، (١) على أي وعد لله (٢) قمت؟! على أي توبة نمت ، أي صلاح إليه (٣) رمت؟! هل صليت لله (٤) مخلصا أو صمت ، هل قعدت في رضى الله أو قمت.
كأني بك وقد ندمت على إضاعتك ، (أيّ معصية لله تركت ، أيّ طاعة لله سلكت ، أيّ هوى لنفسك لله خالفت ، أيّ ليلة سهرت لربك ، أيّ يوم صمت منه خوف ذنبك ، هل أعملت في جوف الليل فكرك ، قد أذنبت فهل اعتذرت ، قد أجرمت فهل ندمت ، (٥) وقد أضعت فهل أطعت ، قد هربت فهل طلبت؟ تقوّلت وتخرّفت ، (٦) وتوانيت وسوّفت ، وبارزت وخالفت ، وعصيت وجاهرت) ، (٧) وتأسفت على ترك طاعتك ، وبكيت عند هجوم ساعتك ، وخسرت في تجارتك وبضاعتك ، ولم تنتفع بفصاحتك وبراعتك ، وذهب ما كان من (٨) قوتك وشجاعتك.
[الرحمة]
قال الوافد : قد (٩) وعدنا الله بالرحمة في كتابه؟
قال العالم : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٥٦) [الأعراف : ٥٦]. إذا عملت بالرضى ، عفى عنك ما مضى ، وحرم لحمك على لظى ، (وإن لم تعمل
__________________
(١) في (ج) : الله. وفي (أ) : وفيت.
(٢) سقط من (أ) و (ب) : لله.
(٣) في (أ) و (ج) : على أي توبة وصلاح لله رميت.
(٤) سقط من (أ) و (ج) : لله.
(٥) في المخطوط : جديت. لعلها مصحفة ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٦) من الخرافة : الحديث المستملح من الكذب.
(٧) سقط ما بين القوسين من (أ) و (ج).
(٨) في (ج) : وذهبت منك.
(٩) سقط من (ب) و (ج) : قد.