من مستعين فأعينه؟ هل من مستجير فأجيره) (١).
يا أهل الليل أبشروا بالسرور والجمال ، يا أهل الليل كفيتم جميع الأهوال ، (يا أهل الليل أمنتم الأفزاع والأشغال) ، (٢) يا أهل الليل تقر أعينكم عند انقضاء الآجال ، يا أهل الليل أكثروا التضرع والابتهال ، فقد اطلع عليكم الكبير المتعال ، يا أهل القرآن تهجدوا بالقرآن ، يا أهل القرآن معكم الدليل والبيان ، من سهر الليل (٣) وقام ، وتجوّع بالنهار وصام ، كان مقامه في الآخرة (٤) خير مقام.
يا أهل الليل قد أغلقت الملوك أبوابها ، وطاف (٥) عليها حجابها ، وطلبت كل صحبة أصحابها ، وأرخى أهل المعاصي أستارها ، وأنا الملك الجبار ، (العزيز الغفار الستار ، أعطي عبادي ، وأزيد أهل ودادي ، ومن يختار على مراده مرادي) (٦) ، أقول : يا عبادي ، يا أهل ودادي ، أبشروا بودادي ، والثواب في معادي.
قال الوافد : ما أجرأ العباد على المعاصي! فلم (٧) يخافوا الأخذ بالنواصي. كم تغفل وتنام ، وتظلم الأيتام ، كأني بك وقد عافصك (٨) الحمام ، وأنت غافل في ألذ منام ، (٩) يا
__________________
(١) إشارة إلى حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي قال في آخره : (ويبعث الله مناد ينادي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر كل ليلة إلى سماء الدنيا ، يا باغي الخير هلم ، يا باغي الشر أقصر ، هل من داع يستجاب له؟ هل من سائل يعط سؤله؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه). أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه / ٢٠٤. والبيهقي كما في الدر المنثور ١ / ٤٤٦. وأخرج نحوه أحمد برقم (١٦٥٨٨). والبخاري برقم (١٠٧٧) ، والترمذي (٤٠٨) ، وأبو داود (١١٢٠) ، وابن ماجة (١٣٥٦) ، ومالك (٤٤٧) ، والدارمي (١٤٤٣).
(٢) سقط ما بين القوسين من (أ) و (ج).
(٣) في (أ) : انقطاع الآجال. وفي (ب) : عليكم بالتضرع. وفي (ب) : تهجدوا بذكر الرحمن. وفي (ب) :
معكم النذير. وفي (ج) : التنزيل. وفي (أ) : بالليل. وفي (ج) : في.
(٤) سقط من (أ) و (ج) : بالنهار. وفي (أ) : وجاع. وفي (ج) : بالقيامة.
(٥) في (أ) : غلقت. وفي (ب) : قد غلقت الملوك عليها. وفي (ب) : وقامت عليها.
(٦) سقط من (أ) و (ج) : ما بين القوسين.
(٧) في (أ) و (ب) : لم.
(٨) في (ج) : عاجلك.
(٩) في (ج) : المنام.