[نصائح طبية]
قال الوافد : صف لي فضل الصيام ، والإقلال (١) من الطعام؟!
قال العالم : أكثر الصيام ، تسلم من الآثام ، أقل من الطعام تسبق (٢) إلى القيام ، من شبع من الطعام ، غلبه (٣) المنام ، ومن غلبه المنام ، قعد عن القيام ، الشبع يظلم الروح ، ويترك القلب مقروح (٤) ، الجائع عفيف خفيف ، والشابع (٥) عاكف على الكنيف ، من كان شابعا ، كان للشيطان متابعا ، الشبع يكسب الوجع ، (٦) ويذهب الورع ، ويكثر الطمع.
ألا إن (٧) الصوم جنّة من النار ، ورضى للجبار ، من أطاع ضرسه ، أضاع نفسه ، التّجوّع في الفؤاد نور ، وفي المعاد سرور ، من استعمل القصد ، استغنى عن الفصد ، (٨) من قنع شبع ، ومن شبع طمع ، من أشفق على نفسه ، لم يتبع شهوة ضرسه ، من أطاع أسنانه ، هدم أركانه ، كم من طاعة ، نبعت من مجاعة ، وكم من قناعة ، أتت بخير بضاعة ، لا مجاعة مع القناعة.
[مراقبة الله]
قال الوافد : صف لي المراقبة؟
قال العالم : من راقب الله في الخلوات ، أجاب له الدعوات ، المراقبة ، تورث
__________________
(١) في (ج) : والقل.
(٢) في (ب) : أكثر من الصيام. وفي (ج) : من أكثر الصيام ، تقل عنه الآثام. وفي (ب) : قل من الطعام.
وفي (ج) : قل الطعام. وفي (أ) : تشتاق القيام. ولعلها تشتق.
(٣) في (ج) : غلب عليه المنام ومن غلب عليه ...
(٤) مقروح : مفعول ثان ليترك ، لكن له وجه في اللغة كما سبق ، على إرادة الوقوف.
(٥) في (ب) و (ج) : والشبعان.
(٦) في (ب) : من لم يزل شابعا ، لم يزل الشيطان له متابعا. وفي (ب) : يكسب الجزع.
(٧) سقط من (ب) : ألا إن.
(٨) الفصد : الحجامة.