درهمه ، جمع في القلب (١) همه ، البخل أدوأ الداء ، والكرم أنفع الدواء ، (٢) ما ثقل في الميزان ، مثل الإحسان إلى الإخوان ، والنجاة في قراءة القرآن ، (٣) ما أحبط العمل ، بمثل التغافل والنسيان (٤) والكسل ، من لزم السماحة ، لم يعدم الراحة ، البخيل في الدنيا مذموم ، وفي الآخرة من الخير محروم ، تملك البلاد بالفرسان ، وقلوب العباد (٥) بالإحسان ، من بذل ماله ، نال آماله ، (٦) من جاد بكسرته ، فقد بالغ (٧) في مروءته ، من أخرج فضل (٨) الأموال ، نجا في الآخرة من الأهوال.
[جهاد النفس]
قال الوافد : كيف أصنع بالنفس حتى ترجع عن شر عادتها؟
قال العالم : لا ترجع النفس عن عادتها أبدا ، وليس منها إقلاع ولا رجوع ، إلا بالقهر والغلبة والجهد والخوف ، وبالعلم والمعرفة والزهد تحبس النفس عن شر عادتها (٩) ، ولا يدرك ذلك منها إلا بصدق الإرادة ، والصبر والمعالجة ، وكثرة الخوف والعمل بالصواب ، فإذا ظفرت بها حتى تردها إلى طاعة الله ورضاه ، (١٠) ووفّقت لذلك فاشكر الله ، واعترف له بالطاعة إذ جعل ذلك بتوفيقه لك.
__________________
(١) في (ب) : وجمع على نفسه.
(٢) في (ب) : والجود أنفع دواء.
(٣) في (ب) : الإحسان في الله فليكثر الإخوان النجاة في القرآن.
(٤) في (ب) : بمثل التعاجل والنسيان. من. مصحفة.
(٥) في (أ) و (ج) : وتملك القلوب.
(٦) في (ب) : من بذل أمواله ، نال في الآخرة ما له.
(٧) في (ج) : بلغ.
(٨) في (ب) : فضلة.
(٩) في (ب) : حتى ترجع عن شهواتها.
(١٠) في (أ) و (ج) : ورضائه.