لم ينظر إليها بقلبه ، ولم (١) يمش إليها بقدمه ، ولم يبطش فيها بيده ، حذرا من شرها وفتنتها ، (٢) فهو هارب بنفسه حذرا من أهلها ، فقلبه غير غافل عن الله ، ومداوم على ذكره ، (٣) وقد عزل عن نفسه كل شغل يشغله (٤) عن الله ، وأقبل على قلبه ، فعمره بذكر ربه ، وجعل ذلك صافيا خالصا لله ، فهو خائف وجل مرعوب (٥) من عذابه ، هارب من الدنيا وأهلها ، محافظ على عمله ، قائم على نيته ، (٦) فبذلك يهتدي الضالّ ، ويسلك الطريق ، ويستجيب الله دعاءه ، ويملكه الله من قصور الجنة ، ويزوجه من حور العين ، ويخدمه الولدان ، فطوبى له (٧) وحسن مآب.
[الاخلاص]
قال الوافد : صف لي الإخلاص؟
قال العالم : إن (٨) مثل نور الإخلاص مثل نور الشمس ، لو غطى نور (٩) الشمس أدنى الغيم والغبار ، (١٠) تكدر من ضوئها على مقدار ذلك الغبار ، وإن كانت عين الشمس في ذاتها صحيحة ، ذلك (١١) مثل الصفا والإخلاص. وكذلك كل عمل يكون
__________________
(١) في (أ) : ولا.
(٢) في (أ) : شر قذرها وفتنتها.
(٣) في (ب) : الذكر.
(٤) في (أ) : فقد عزل نفسه عن كل شغله عن الله.
(٥) سقط من (أ) : مرعوب.
(٦) في (أ) : بنية.
(٧) في (ب) : لهم.
(٨) سقط من (أ) : إن.
(٩) في (ب) : عين.
(١٠) سقط من (ب) : الغبار.
(١١) في (أ) : كذلك.