ويردهم إلى مولاهم من بعد هربهم منه ، (١) ويحبب إليهم خالقهم ، ويعلمهم شرائع دينه ، ويعرفهم آلاء الله ومنّه ونعمه ، ويلقنهم الشكر ، ويرغبهم بالذكر في طاعته ، ويحذرهم معصيته ، (٢) ويريهم تقصيرهم ، ويخوفهم هجوم الموت عليهم ، ويعلمهم التوبة ، ويدلهم على الله ، (٣) ويعلمهم التوحيد حتى يوحدوا الله ويصدقوه ويعدلوه ، وينشر العلم فنشره غنيمة ، وذلك فعل الأنبياء والصالحين ، ولو سكت العالم هلك العالم والمتعلم جميعا.
ومثل العالم والمتعلم مثل نور الشمس ونور العينين.
افهم لو أن رجلا بصير العينين بقي في بيت مظلم قد سدّ (٤) عليه بابه ، وهو لا يهتدي إلى شيء فيه مخرجه ، أليس يكون متحيرا لا ينتفع ببصر عينيه (٥) ما دام البيت مظلما ، حتى إذا فتح عليه الباب ، وخرج ورأى ضوء الشمس ، انتفع ببصر عينيه عند ضوء الشمس. كذلك المتعلم يكون في بيت الجهل موثقا عليه بابه ، لا يهتدي إلى الخروج حتى يفتح عليه العالم العارف ، (٦) لأن المتعلم يستضيء بنور العالم ، ويهتدي إلى منار طرقه ، (٧) ويخرج من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، فعند ذلك يكون علمه (٨) خالصا من الآفات ، وإنما الجاهل (٩) مثل المكفوف البصر لا ينتفع أبدا بضوء النهار ، والليل والنهار في الظلمة (١٠) عليه سواء. كذلك الجاهل لا يعرف ما هو فيه من ظلمة الجهل
__________________
(١) في (أ) : ويعرفهم ويرغبهم إلى مولاهم ، ويحبب.
(٢) في (أ) : شرائع دينهم ، ويحذرهم معصية ربهم ، ويريهم.
(٣) سقط من (أ) : ويدلهم على الله.
(٤) في (ب) : فسد.
(٥) في (ب) : فيه محتارا. وفي (أ) : ببصره.
(٦) في (أ) : بابه حتى يفتح باب العلم فيتعلم ، لأن.
(٧) في (أ) : المتعلم يهتدي بنور العالم ويخرج.
(٨) في (أ) : عملا.
(٩) في (ب) : فإنما مثل الجاهل مثل.
(١٠) سقط من (ب) : في الظلمة.