[أذكار وأدعية الوضوء والصلاة]
وسنقول إن شاء الله بعد الذي حددنا في الوضوء والصلاة ، ما يستحب أن يقال به من الذكر والتسبيح والأبواب المسماة.
يستحب أن يقال إذا أخذ في الوضوء وابتدائه ، وقبل أن يدخل في شيء من قسمه وأجزائه : باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا فرغت من الوضوء كله ، ومن غسل ما أمر الله بغسله ، فقل : الله أكبر كبيرا ، اللهم لك الحمد فيما هديت من هذا إليه ، وفيما قويتنا من هذا برحمتك عليه ، اللهم اجعلني من التوابين المتطهرين إنك رءوف رحيم.
فإذا قمت إن شاء الله للصلاة ، قلت في الافتتاح لها قبل التكبير والقراءة : الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل. فإذا فرغت إن شاء الله من هذا الافتتاح ، لكل صلاة تصليها من صلوات النهار والليل والاصباح ، كبّرت ساعة ابتدأت في مكانك ، وقرأت حينئذ ما تيسر من قرآنك ، غير محدود لك في شيء من القرآن بحد ، ولا مقصود بك عن سورة كلها إلى قصد ، لقول الله جل ثناؤه [في البيان ، (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) [المزمل : ٢٠] (١).
وما قلنا به منه ، فإنما أخذناه من الكتاب وقلنا عنه ، لقول الله جل ثناؤه فيه ، عند دلالته برحمته وفضله عليه ، عند ذكره تبارك وتعالى وما أمر به فيها ، من الافتتاح والتكبير قبل القراءة التي أمر الانسان بها : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) (١١١) [الإسراء : ١١٠ ـ ١١١]. فأمره سبحانه كما ترى ، إذا قام للصلاة وانتصب قبل أن يقرأ ، أن يقول بافتتاحه لصلاته ، وما استدللنا عليه بتبيينه ودلالته ، ثم أمره بالتكبير ودلالاته. فإذا فرغ من قول ما ذكرنا في الافتتاح ، وكان [في] ذلك ـ إن شاء الله ـ لمن تفهمه أوضح
__________________
(١) ما بين المركنين اجتهاد مني ولعله الصواب ، وإنما سقط سهوا من النساخ.