الايضاح ، لأن الله سبحانه قال لرسوله ، صلى الله عليه وعلى آله. قل ثم كبّر ، (١) فالأمر بالقول قبل أن يكبر ، فإذا كبّر فحينئذ دخل في الصلاة ، وفيما أمر من القراءة ، والافتتاح كما ترى قبل التكبير ، ثم القراءة بعد بما تيسر من التنزيل ، فإذا قرأ من القرآن في صلاته بقليل أو كثير ، بعد الافتتاح وما بعده من التكبير ، فقد أدى ما أمر به من القراءة ، قل أو كثر في الصلاة.
ومن لم يفتتح ويكبر ، ويقرأ ما تيسر من القرآن فقد قصر فيما أمر ، وعليه أن يعود حتى يأتمر لله في ذلك كله بأمره ، ويصير فيه أجمع إلى ما أمر الله به ، والحمد لله الذي به هدى من اهتدى ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما اختلف فيه من الهدى ، وحسبنا الله وبدلائله من كل دليل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[السكون والخشوع في الصلاة]
وعلى من ائتمر في الصلاة لله بأمر [ه] ، تسكين أطرافه وخفض بصره ، وترك الالتفات فيها والتلعب ، (٢) والخشوع فيما هو فيه بها من القيام والتّنصّب ، (٣) فإنه منتصب فيها بين يدي الله فعليه فيها الخشوع والتذلل والترتيل فيها جهده بالقراءة ، فإنه بلغني أن الله سبحانه قال لموسى في التوراة : (يا موسى قم بين يدي مقام العبد الذليل ، يا موسى إذا قرأت التوراة فاقرأها بصوت حزين). (٤) جعلنا الله وإياك من المطيعين ، وفيما أمرنا وإياك به من الصلاة له من الخاشعين ، فإنه يقول سبحانه : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٤٣) [البقرة : ٤٣]. ويقول سبحانه : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٤٥) [البقرة : ٤٥].
__________________
(١) في المخطوطات : ثم كبّره. ولعل الصواب حذف الضمير.
(٢) في المخطوطتين : والتلفت. وما أثبت اجتهاد.
(٣) في المحطوطتين : والمنتصب. وما أثبت اجتهاد.
(٤) لم أقف على هذه الرواية في التوراة.