قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( ١٦٩ ـ ٢٤٦ هـ ) [ ج ٢ ]

593/675
*

يَعْقِلُونَ) (٢٢) [الأنفال : ٢٢]؟

فهم رحمك الله أهل الكفر بالله الذين لا يؤمنون ، والذين علم الله لو أسمعهم بزيادة في التبيين لما كانوا يسمعون ، يريد تبارك وتعالى لما كانوا يطيعون ، وفيهم ما يقول الله سبحانه : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٥٥) [الأنفال : ٥٥]. وفي أن السمع هو الطاعة ، ما يقول سبحانه : (وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (٤٦) [النساء : ٤٦].

١١٠ ـ وسألته : عن قول اليهود : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [التوبة : ٣٠]؟

فقد يمكن أن يكون عنى بذلك ماضيهم ، وأن يكون أيضا اليوم من يقول من باقيهم ، وليس كلهم لقيت ، وإنما لقيت منهم من شاهدت ورأيت.

١١١ ـ وسألته عن : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ) [التوبة : ١١٤] فيما ذكر عنه رب العالمين ، (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) (٨٦) [الشعراء : ٨٦]؟

فلما تبين له أنه من أصحاب النار بالإصرار ، تبرأ منه وما كان عليه من الاستغفار.

١١٢ ـ وسألته عن : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) [التوبة : ١١٥]؟

يقول سبحانه [ما كان] ليتركهم ضلالا بعد تبيينه لهم لما بيّن حتى يبيّن لهم كل ما يحذرون.

١١٣ ـ وسألته : عن قوله : (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) [السجدة : ١٣]؟

فقد يكون أن يكشف عنها عماها ، ويريها من آياته ودلائله عيانا ، ما يحدث لها معرفة وإيقانا ، لا يكون معه لها أجر ، ولا يجب به لها ذخر ، ويكون منها درك اضطرار ، لا درك نظر ولا فكرة ولا اعتبار ، وفي ذلك وبه الجزاء والثواب ، وعلى ترك ذلك وفي إغفاله ما (١) يجب العقاب ، وهو وإن كان كذلك ، فعلى ما وصفنا من ذلك ، فهدى

__________________

(١) في (ما) زائدة لتحسين الكلام وكثيرا ما ترد في كلام الإمام.