فقال : الأئمة كذلك كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الإسلام منهم ، وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم وولده وذريته فمن قريش لا من غيرهم.
١٦٩ ـ وسألت : عن قوله سبحانه : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) [الفتح : ١٦] من هؤلاء؟
فقال : هم هوازن ، وهم أشد الناس بأسا ، وقد قالوا : فارس والروم ، وقالوا : بنوا حنيفة (١).
١٧٠ ـ وسألت : ما تفسير الحديث الذي روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية) (٢)؟
فقال : المرجئة الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل ، وغير ذلك من الأقاويل المختلفة لهم ما قد عرفت ، القدرية فهم المجبرة.
١٧١ ـ وسألت : عن قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء : ٥٩]؟
فقال : أولو الأمر أمراء السرايا ، وعلماء القبائل ، وحلماء العشائر ، والحكماء الذين يأمرون بالمعروف والهدى ، وينهون عن الردى ، لما أمروا بما أمر به رب العالمين. وأبرار آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلماؤهم ، وهم فولاة الأمر منهم ، لما فضلهم الله به على غيرهم ، من قرابة رسول الله ، ومشاركتهم لأهل البر فيه ، فلهم من القرابة
__________________
ـ الحاكم ٤ / ٨٥ (٦٩٦٢) ، وأحمد ٤ / ٤٢١ (١٩٧٩٢) ، والبيهقي في الكبرى ٣ / ١٢١ (٥٠٨١) ، وأبو يعلى ٦ / ٣٢١ (٣٦٤٤) ، والطبراني في الكبير ١ / ٢٦٠ (٤٢٥) ، والطيالسي / ١٢٥ (٩٢٦).
(١) أخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي عن عكرمة ، وسعيد بن جبير في قوله تعالى (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) قال : هوازن يوم حنين.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية السابقة قال : فارس والروم. وأخرج الفريابي ، وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : هوازن وبني حنيفة. روى كل ذلك السيوطي في الدر المنثور ٧ / ٥٢٠.
(٢) سبق تخريجه.