البيان والتفسير ، فهو الله الأحد الواحد الذي ليس كالآحاد ؛ فيكون له ند في وحدانيته من الأنداد ، وأنه هو الأحد الصمد ، والنهاية في الخيرات والمعتمد ، الذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١] (١).
تفسير سورة المسد
بسم الله الرحمن الرحيم
وسألته رحمة الله عليه عن قوله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١)؟
__________________
(١) قال الإمام زيد بن علي عليهالسلام : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) معناه : واحد. (اللهُ الصَّمَدُ) فالصمد ، هو : السيد الذي ليس فوقه أحد ، ولا يدانيه أحد ، المرغوب إليه عند الرغائب ، المفزوع إليه في النوائب. والصمد : الباقي الدائم ، ويقال : هو الله أحد ليس معه شريك. الصمد : يقال : هو المصمود إليه بالحوائج. تفسير الغريب / ٤٢٣.
وقال زيد بن علي : الصمد الذي إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون ، والصمد : الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأصنافا وأشكالا وأزواجا ، وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند). مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٥٦٦.
وقال أيضا (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) معناه ليس بوالد ولا مولود (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) معناه : شبه ، ويقال : لم يلد ولم يتولد منه شيء ، ولم يتولد هو من شيء (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) ليس له شبه ولا نظير ، وليس كمثله شيء. تفسير الغريب / ٤٢٣.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : الله : معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ، ويؤله إليه ، الله المستور عن إدراك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات ، ومثله عن الباقر أيضا : الأحد : الفرد المتفرد ، والأحد : الواحد بمعنى واحد ، وهو المتفرد الذي لا نظير له ، وفيه أيضا عن الإمام الحسين بن علي عليهالسلام أنه قال : الصمد : الذي قد انتهى لسؤدده. والصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال ، والصمد : الذي لا جوف له ، والصمد : الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد : الذي لا ينام. وفيه عن الباقر عليهالسلام : والصمد : السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه. وعن محمد بن الحنفية : الصمد : القائم بنفسه ، الغني عن غيره. وعن زين العابدين عليهالسلام : الصمد: الذي لا شريك له ، ولا يؤده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه شيء. وفيه عن عبد خير قال : سأل رجل علياعليهالسلام عن تفسير هذه السورة؟ فقال : قل هو الله أحد بلا تأويل عدد ، الصمد بلا تبعيض بدد ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ، ولم يولد فيكون إلها مشاركا ، ولم يكن له من خلقه كفؤا أحد. مجمع البيان ٦ / ٢٨٠.