أطْلُبُكَ؟ قال : عَلى الصِّراط». (١)
ويأتي سواد بن قارب إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ويطلب منه الشفاعة في أبياتٍ أنشدهن ... ومنها :
فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعةٍ |
|
بمُغنٍ فتيلاً عن سواد بن قارِب (٢) |
وجاء في التاريخ : أنّ رجلاً اسمه «تُبَّع» كان قبل النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بأكثر من ألف سنة ، وكان قد بلغه أنّ نبيّ آخر الزمان سوف يظهر من مكّة ، فكتب كتاباً ودفعه إلى بعض أقربائه ، كي يُسلّموه إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وذكر فيه إسلامه وإيمانه وأنّه من أُمّة رسول الله ، وجاء فيه :
«فَإنْ لَمْ أُدْرِكْكَ فاشْفَعْ لي يَوْمَ الْقِيامَة ولا تَنْسني».
ومات الرجل وكان الكتاب ينتقل من واحد لآخر حتّى بُعث النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فلما وَصل الكتاب بيده قال ـ ثلاث مرّات ـ :
«مَرحَباً بالأخِ الصّالحِ». (٣)
فإذا كان طلب الشفاعة شركاً بالله ، لما عبّر النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عن تُبَّع ب «الأخ الصالح» ولما قال ثلاثاً : «مرحباً».
هذه بعض الأحاديث الّتي تثبت جواز طلب الدعاء والشفاعة من رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في حياته الكريمة.
٤. طلب الشفاعة بعد الموت
ويُستفاد من مجموعة من الروايات أنّ الصحابة كانوا يطلبون الشفاعة من
__________________
(١) سنن الترمذي : ٤ / ٤٢ ، باب ما جاء في شأن الصراط.
(٢) الدرر السَّنيّة لزيني دحلان : ٢٩.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب : ١ / ١٦ ؛ بحار الأنوار : ١٥ / ٢٢٤.