أنفسهم قلادة العبودية لله منذ البداية ونذروا أنفسهم لخدمة دين الله وقاموا بدَور الوسيط بين الله وخلقه في هدايتهم وإرشادهم ـ ألا يُعتبرون من شعائر الله؟!
ألا يجب تعظيمهم واحترامهم ، في حياتهم وبعد مماتهم ، التعظيم اللائق بهم؟!
إذا كانت الكعبة والصفا والمروة ومنى وعرفات ـ وما هي إلّا جمادات مركّبة من التراب والحجر ـ تُعتبر من شعائر الله وتستحقّ الاحترام والتعظيم المناسب لها بسبب ارتباطها بالله سبحانه ، فلما ذا لا يكون أولياء الله ـ الذين هم حُماة دين الله وناشرو أحكامه ـ وما يرتبط بهم ، لما ذا لا يكونوا جميعاً من شعائر الله؟!
إنّنا ندعو الوهّابيّين إلى تحكيم وجدانهم ـ في هذا المجال ـ ونطرح عليهم هذا السؤال : هل تشكّون وتتردّدون في أنّ الأنبياء والرسل هم من شعائر الله؟!
ألا يحكم الوجدان بضرورة تعظيمهم وتخليدهم والتمسُّك بمناهجهم؟!
هل أنّ البناء على قبورهم وتنظيف الساحة الّتي تضمّ مراقدهم تعظيمٌ واحترامٌ لهم ، أم هدم قبورهم وإهمال الساحة المحتضنة لمراقدهم وتحويلها إلى خربة مهجورة موحشة يُعتبر تعظيماً لهم؟!
٢. حبّ النبيّ والمودّة في القربى
إنّ صيانة القبور والآثار الباقية من بيت الوحي والعصمة ـ عليهمالسلام ـ من مظاهر حب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وتكريمه ، وقد أمر المسلمون في الكتاب والسنّة بحبه وتكريمه وتبجيله ، قال سبحانه : (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي