المثلان ، ويقال : المتساويان كزيد وعمرو ، والثاني إمّا أن يمكن اجتماعهما في موضوع واحد أولا ، والأوّل المتلاقيان كالسواد والحركة فإمّا أن يصدق كلّ منهما على كلّ ما يصدق عليه الآخر ، وهما المتساويان كالإنسان والناطق أو يصدق أحدهما على بعض ما يصدق عليه الآخر فإن صدق الآخر على كلّ أفراده ، فالأوّل أخصّ مطلقا والثاني أعمّ مطلقا كالإنسان والحيوان وإن لم يصدق على كلّ أفراده ، فكلّ منهما أعمّ من وجه وأخصّ من وجه والثاني المتقابلان ، وهما اللذان لا يجتمعان في موضوع واحد باعتبار واحد في زمان واحد ، فإن كانا وجودين وأمكن تعقّل أحدهما منفكّا عن الآخر ، فهما ضدّان كالسواد والبياض وإن لم يمكن فهما مضافان كالأبوّة والبنوّة وإن كان أحدهما وجوديا والآخر عدميا فإن اعتبر موضوع معيّن لهما فعدم وملكة كالعمى والبصر وإن لم يعتبر فهما نقيضان كالإنسان واللاإنسان.
السابعة : أنّ التضادّ نوعان ، حقيقي وهو كون الشيئين الوجوديين لا يجتمعان في موضوع واحد باعتبار واحد وبينهما غاية البعد كما مثّلناه به ومشهوري ، وهو كون الشيئين يجتمعان في موضوع واحد ، وهذا أعمّ من الأوّل.
والعدم والملكة أيضا نوعان ، حقيقي وهو عدم شيء عن شيء ومشهوري ، وهو عدم شيء عن شيء من شأنه أن يكون له بحسب نوعه أو جنسه والثاني أخصّ ، فعدم البصر عن الحائط عدم ملكة على الأوّل وسلب على الثاني فقد تعاكس هو والتضادّ في العموم والخصوص في مشهوريهما وحقيقيهما.
الثامنة : للتضادّ أحكام :
الأوّل : أنّ أحد الضدّين بعينه قد يكون لازما للموضوع كسواد القارّ وقد لا يكون ، فإمّا أن يكون أحدهما لا بعينه لازما للموضوع كالصحّة والمرض للبدن ، أو لا يكون فإمّا أن يخلو عنهما معا كالهواء الخالي عن السواد والبياض أو يتّصف بالوسط كالفاتر.
الثاني : أنّ الضدّ الحقيقي ليس له إلّا ضدّ واحد ليتحقّق شرطه ، وهو غاية البعد ،