أجزائه لم يكن حالّا فيه ، والفرض أنّه كذلك ، وإن يحل (١) فإمّا في جزء غير منقسم وهو المطلوب ، أو جزء منقسم فإمّا أن يكون الحالّ في أحد الجزءين عين الحالّ في الآخر وهو محال بالضرورة (٢) أو غيره فينقسم.
الرابع : أنّ كلّ جسم وجسماني منقسم بناء على نفي الجوهر الفرد ، وحينئذ نقول : النفس عالمة بما لا ينقسم فيكون غير منقسم ، فلا يكون جسما ولا جسمانيا وهو المطلوب.
وفي هذا (٣) نظر لأنّا (٤) لا نسلّم أنّه يلزم من مساواة الجزء للكل في التعلّق المساواة في الحقيقة المدّعى بطلانها ضرورة.
وفي هذا البحث فوائد :
الأولى : قال أكثرهم : إنّ النفوس الناطقة واحدة بالنوع ، لأنّها يشملها حدّ واحد ولا شيء من المختلفات كذلك.
أمّا الأوّل فلأنّهم عرّفوها بأنّها كمال أوّل (٥) لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة ، وهذا المعنى حاصل في جميع أفرادها.
وأمّا الثاني فظاهر.
وفي هذا نظر (٦).
قال بعضهم : باختلافها لاختلاف عوارضها من الذكاء والبلادة (٧) والعفة والفجور وغيرها ، وليس ذلك مستندا إلى المزاج ، لأنّه قد يكون واحدا والعوارض مختلفة ، فإنّ بارد المزاج قد يكون ذكيا في الغاية وكذا حارّ المزاج قد يكون في غاية البلادة ، ولا إلى سبب خارجي ، لأنّه قد يقتضي خلقا والحاصل غيره.
__________________
(١) حل ـ خ : (آ).
(٢) ضرورة ـ خ : (آ).
(٣) وفيه ـ خ : (آ).
(٤) فإنّا ـ خ : (آ).
(٥) أول ـ خ : (د).
(٦) فإنّ المختلفات قد يشملها حدّ واحد كما يعرف الإنسان والفرس بالحيوان الحسّاس ـ هامش ـ خ : (د).
(٧) البلاهة ـ خ : (آ).