البحث الرابع : في الجسم وأقسامه
قالوا : الجسم هو القابل للأبعاد الثلاثة المتقاطعة على زوايا قوائم ، وهو المعبّر عنه عندهم بالجسم الطبيعي ، وهو قسمان : فلكي وعنصري.
أمّا الأوّل : فالفلكي منه تسعة :
الأوّل : الفلك الأطلس ، ويقال له أيضا : الجسم المحيط والفلك الأعظم ، وهو خال عن الكواكب ومحدّد الجهات ، وليس وراءه خلاء ولا ملاء ، وهو صاحب الحركة اليومية من المشرق إلى المغرب.
الثاني : فلك الكواكب الثابتة ، أعني ما عدا السبعة ، ويسمّى صاحب الحركة البسيطة ، فعند بعضهم يتحرك في كل ثلاثين ألف سنة دورة ، وعند بعضهم في أربعة وعشرين ألف سنة ، والمرصود من كواكبه ألف ونيف وعشرون.
الثالث : فلك زحل.
الرابع : فلك المشتري.
الخامس : فلك المريخ.
السادس : فلك الشمس.
السابع : فلك الزهرة.
الثامن : فلك عطارد.
التاسع : فلك القمر.
وهذه التسعة متوافقة المراكز وموافقة للأرض في مركزها. ثمّ إنّهم رأوا اختلاف حركات الكواكب السبعة المذكورة في الطول والعرض والاستقامة والرجوع والسرعة والبطء والبعد والقرب ، فأثبتوا لكلّ كوكب فلكا آخر ممثّلا لفلك البروج ، مركزه مركز العالم ، يماسّ بمحدّبه مقعّر ما فوقه ، وبمقعّره محدّب ما تحته إلّا القمر ، فإنّ ممثله محيط يسمّى المائل.
وأثبتوا أيضا فلكا آخر خارج المركز عن مركز الأرض منفصل عن الممثّل والمائل ،