عدم قطع المسافة المتناهية في زمان متناه. واعتذاره عن الأوّل بالتداخل وعن الثاني بالطفرة شنيع باطل ضرورة.
وهنا فوائد :
الأولى : أنّ كلّ جسم لا بدّ له من مكان ضرورة ، وهو عندهم فراغ يشغله الجسم بالحصول فيه.
وقال أرسطو ـ من الحكماء ـ : بأنّه السطح الباطن من الجسم الحاوي المماسّ للظاهر من المحوي.
وقال أفلاطون : إنّه البعد المجرّد عن المادّة يحلّ فيه الجسم ويلاقيه بجملته ويتّحد به.
واختاره المحقق (ره) فإنّ الأمارات الشهيرة دالّة عليه ، وأبطل السطح بالحجر الواقف في الماء والطير الواقف في الهواء ، فإنّ السطوح متواردة عليهما وهما ساكنان ، ومع القول بالسطح هما متحرّكان ، هذا مع أنّ العقلاء حكموا بأنّ كل جسم لا بدّ له من
__________________
ـ وأنّه نص النبي صلىاللهعليهوآله على الإمام علي عليهالسلام وعينه وعرفت الصحابة ذلك ، لكنه كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما (انتهى) ونقل الشهرستاني في كتاب الملل والنحل : أنّ النظّام انفرد عن أصحابه بمسائل ثمّ ذكرها تفصيلا ، ومنها أنّه قال : لا إمامة إلّا بالنص والتعيين ظاهرا مكشوفا ، وقد نص النبي صلىاللهعليهوآله على عليّ كرّم الله وجهه في مواضع وأظهره إظهارا لم يشتبه على الجماعة إلّا أنّ عمر كتم ذلك وهو الذي تولّى بيعة أبي بكر يوم السقيفة ، ونسبه إلى الشكّ يوم الحديبية في سؤاله عن الرسول صلىاللهعليهوآله حين قال : ألسنا على الحقّ؟ أليسوا على الباطل؟ قال : نعم ، قال عمر : فلم نعطي الدنية في ديننا ، قال : هذا شكّ في الدين ... وقال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة عليهاالسلام يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها وكان يصيح احرقوا الدار بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقال : تغريبه نصر بن الحجاج من المدينة إلى البصرة وإبداعه التراويح ونهيهم عن متعة الحج ومصادرته العمال ، كل ذلك أحداث ـ انظر الملل والنحل ، ج ١ ، ص ٧٧ ـ ٧٨ طبعة مصر مطبعة حجازي بالقاهرة سنة ١٣٦٨.
وما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج في الجزء الثالث من ص ١٤٧ إلى ص ١٨١ طبعة مصر سنة ١٣٢٩ في الردّ على ما طعن به على عمر وتزييف تلك الطعون ردود ضعيفة واهية ليست على ضوء العلم والتحقيق النزيه وغير خالية عن التعصّب البغيض ولا تكون ردودا على تلك الطعون الفاضحة ، فراجع وتأمل وجانب العصبية والعناد (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ).