وزائدة عليه عند آخرين.
والحقّ الزيادة في حقّنا ، لوجود الميل عقيب علمنا بالمصلحة ، والحقّ أنّ إرادة الشيء يستلزم (١) كراهة ضدّه لا أنّها نفسها ، وإلّا لزم تصوّرها حينئذ وهو باطل ، ثمّ الإرادة قد تتعلّق بذاتها وكذا الكراهة.
الخامس : الكراهة ، وهي صفة تقتضي ترجيح الترك.
السادس : الشهوة ، وهو الميل طبعا إلى الملائم ، وهي مغايرة للإرادة ، فإنّ المريض مريد شرب الدواء ولا يشتهيه.
السابع : النفرة ، وهي الإباء طبعا عن المنافي ، وهي غير الكراهة ، فإنّا نكره الملاذّ المحرّمة ولا ننفر عنها.
الثامن : الألم ، وهو نوع من الإدراك ، لكنه تخصيص بالمنافي ، وسببه إمّا تفرّق اتّصال أو سوء مزاج مختلف ، واللذة نوع منه أيضا ، لكنّها تخصّصت بالملائم.
وقول بعضهم : إنّها خلاص عن الألم (٢) باطل للالتذاذ بالوجه الحسن من غير سابقة ألم الشوق ، وكلّ من الإدراكين قد يكون حسيا وقد يكون عقليا ، ودفع الثاني مكابرة ضرورة.
__________________
(١) مستلزم ـ خ : (آ).
(٢) وقد زيف هذا القول وأبطله صدر المتألهين في الأسفار كالمصنّف ، وقال : وأما بطلان هذا الظن فلأنّ الإنسان قد يستلذّ من النظر إلى الصور الحسنة التي لم يكن عالما بوجودها مشتاقا إليها سابقا حتى يقال بأنّ النظر إليها يدفع ضرر الاشتياق وألم الفراق ، وكذلك ربما يدرك مسألة علمية من غير طلب وشوق إليها ولا تعب فكري في تحصيلها ، كما في عقيب انحلال الشبهات المشكلة التي قد تعب في حلّها حتّى يقال بأنّ الاستلذاذ لها لأجل زوال أذى الانزعاج الفكري وكذلك إذا أعطي له مال عظيم أو منصب جليل لم يكن متوقّعا له ولا طالبا لحصوله حتى يقال بأنّ حصول هذه الأمور يدفع ألم الطلب والشوق مع أنّ كل هذه الامور لذيذة فبطل هذا المذهب (انتهى) راجع الأسفار ، ج ٤ ، ص ١١٨ ، كما أنّك إن شئت أن تعرف تفصيل اللذات وتفضيل بعضها على بعض وأنّ كلّا من اللذة والألم ينقسم بحسب القوة المدركة إلى العقلي والوهمي والخيالي والحسي على نحو التحقيق العلمي راجع الأسفار.