رابِعُهُمْ) (١) و (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٢) ومعلوم أنّ المراد بذلك القرب بالعلم والقدرة ، ولذلك نقل الغزالي عن أحمد بن حنبل أنّه أقرّ بالتأويل في ثلاثة أحاديث :
أحدها : الحجر الأسود يمين الله في الأرض.
وثانيها : قوله عليهالسلام : «إنّي لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن» (٣).
وثالثها : قوله تعالى (٤) : «أنا جليس من ذكرني» وحيث وقع الاتّفاق على تأويل هذه لمنافاتها العقل فكذا غيرها من المنافيات.
الثالث (٥) : أنّ القرآن كالكلمة الواحدة في الاتّفاق وعدم التناقض ، ولهذا قال تعالى: (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (٦) فلا شكّ أنّه جاء فيه ما يدلّ على التنزيه عن الجسمية والجهة وغيرها كقوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٧) فإنّه يدلّ على نفي الجسمية والجهة والحيّز (٨).
أمّا الأوّل فلأنّ الجسم أقلّ ما قيل في تركّبه (٩) : إنّه من جزءين ، وذلك ينافي الوحدة وقوله : (أَحَدٌ) مبالغة في الوحدانية ، وذلك يدلّ على نفي كونه جوهرا فردا.
أمّا على رأي من ينفيه ، فإنّه يقول : كلّ متحيّز لا بدّ أن (١٠) يكون يمينه غير يساره
__________________
(١) المجادلة ٥٨ : ٧.
(٢) البقرة ٢ : ١١٥.
(٣) قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله في حقّ أويس القرني قدّس الله روحه. راهب هذه الأمة وأحد الزهّاد الثمانية ، من أكابر التابعين استشهد في صفّين بين يدي أمير المؤمنين سلام الله عليه وهو من حواريه ، وقد اتّفق المسلمون على جلالة شأنه ورفعة مقامه وزهده وتقواه ووثاقته وعظمته وملئوا الكتب من مدائحه وفضائله ، قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : «إنّه ليشفع في مثل ربيعة ومضر» رزقنا الله تعالى شفاعته.
(٤) يعني في الحديث القدسي.
(٥) الرابع ـ خ : ـ د ـ والصحيح ما أثبتناه من ـ خ : (آ).
(٦) النساء ٤ : ٨٢.
(٧) الإخلاص ١١٢ : ١.
(٨) والحيز ـ خ : (د).
(٩) تركيبه ـ خ : (آ).
(١٠) وإن ـ خ : (آ).