مولده ومحتده
الظاهر أنّ مولده في العراق بالحلّة أرض «بابل» بلد العلم والأدب أو بالسيور ، ولكن ليس في كلمات المترجمين له تاريخ ولادته. وأصله من «سيور» قرية من قرى الحلّة ، وصرّح أستاذنا العلّامة المدرس التبريزى (ره) في ريحانة الأدب أنّه سيوري الأصل ، وسيور على وزن نزول ، قرية من قرى الحلّة (١). والأستاذ لم يعبأ في نسبة «السيوري» إلى ما قيل : لعلّه نسبة إلى السيور جمع سير : ما يقدّ من الجلد أو غير ذلك. فإنّه لم يشر إلى ذلك أصلا ، فإنّه مجرّد احتمال لا يعبأ به ، فيظهر منه أنّه تحقق عنده أنّ الصحيح في نسبة «السيوري» كما يعبّر عنه كثيرا في الكتب الفقهية «بالفاضل السيوري» أنّها نسبة إلى السيور قرية من قرى الحلّة.
ولقد أجاد الشيخ العلّامة المامقاني قدسسره في تنقيح المقال حيث استبعد احتمال كون نسبته إلى السيور التي هي جمع السير على ما قيل ، وقال : «إنّه بعيد فيه وإن صحّ في غيره» (٢).
قلت : مجرد الاستبعاد لا يكون دليلا ، ولكنّ سببه هو القرائن الدالّة على أنّ الصحيح في نسبته هو النسبة إلى القرية المذكورة فتكون دليلا على الاستبعاد.
وكان موطنه «النجف الأشرف» فمن وصفه «بالنجفي» كالأستاذ الدجيلي في أعلام العرب في العلوم والفنون وصاحب رياض العلماء فهو في محلّه ، ولا شكّ في صحّته.
نقل صاحب روضات الجنات عن رياض العلماء أنّه قال : «للمقداد ولد يسمّى بعبد الله بن الشيخ شرف الدين : أبي عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمّد السيوري الحلّي الأسدي المشهدي النجفي ، قال : وهو الذي ألّف له المقداد كتاب الأربعين حديثا ...» (٣)
قلت : صرّح في ماضي النجف أنّ ولده الشيخ عبد الله (ره) يروي عن والده الفاضل
__________________
(١) ريحانة الأدب ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ ، الطبعة الثانية ـ تبريز.
(٢) تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٢٤٥ ، طبعة النجف.
(٣) روضات الجنّات ، ج ٧ ، ص ١٧١ ، طبعة قم.