أساتذته ومشايخه
هو من أكابر تلامذة الفقيه المتضلّع الأفقه الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمّد بن الشيخ جمال الدين مكّي بن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن أحمد النبطي العاملي الجزيني المشهور ب «الشهيد الأول» النائل لدرجة الشهادة والفائز بالسعادة في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى سنة ٧٨٦ قدس الله روحه قتل بالسيف ثمّ صلب ثمّ رجم ثمّ أحرق ببلدة دمشق بعد أن حبس سنة كاملة بفتوى بعض علماء العامة.
وقد كتب الفاضل المصنّف قدسسره تاريخ شهادته وكيفيتها وفتوى علماء المخالفين لهذه الجناية التاريخية والفاجعة الكبيرة بخطّه الشريف ، ونقله عن خطّه جمع من علمائنا رضوان الله عليهم في كتبهم كما نقله المعاصر في مقدمة كنز العرفان (١).
والفاضل المصنف (ره) يروي عن أستاذه الشهيد قدسسره ، وحضر عنده رحمهالله واستفاد منه حتى صار من أرشد تلاميذه في الأرض المقدّسة النجف الأشرف ، ولم أقف على من ذكر أنّ الفاضل المصنّف (ره) سافر إلى الشام وحضر عند أستاذه الشهيد (ره) في بلدة دمشق أو غيرها ، بل صرّح بعضهم أنّه حضر عنده للارتشاف من نمير علمه المتدفّق عند باب مدينة علم النبي صلىاللهعليهوآله ، فيظهر من ذلك أنّ الشيخ الشهيد قدسسره أقام مدّة غير قصيرة في النجف وازدلفت طلاب العلوم نحوه وعكفوا عليه واستفادوا منه.
وله الرواية عن أستاذه كما صرّح به في إجازاته لتلامذته.
قال الفاضل المعاصر رحمهالله تعالى في مقدّمة كنز العرفان : كان مؤلّفنا ـ أعلى الله مقامه ـ من مشاهير تلامذته ـ يعني الشهيد ره ـ والراوين عنه ، له اختصاص وحظوة عند الأستاذ ، وولع بالبحث والتنقيب عنده ، ومن ذلك عمد إلى كتاب شيخه القواعد الفقهية فنضده ورتّبه على أحسن ترتيب وسمّاه نضد القواعد كما سيجيء ، كما أنّه سأله أو كاتبه في مسائل عديدة خلافية فأجاب عنها فسمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بكتاب المسائل المقدادية.
__________________
(١) انظر مقدمة كنز العرفان ، ص ٦ ـ ٧ ، طبعة طهران.