قال صاحب الروضات : «وهو الذي ينقل عنه في كتبنا الاستدلالية الفتاوى والخلافيات وكان نسبة تلك المسائل إلى تلميذه الشيخ المقداد السيوري قدسسره النوري» (١) انتهى.
والجدير بالذكر : أنّ الفاضل المصنّف (ره) أدرك الشيخ فخر المحقّقين ابن آية الله العلّامة على الإطلاق قدّس الله روحه ، وهو أستاذ شيخه الشهيد (ره) ويبعد أن لا يستفيد منه ، اللهمّ إلّا أن لا يكون في زمن فخر المحقّقين قدسسره قابلا للاستفادة منه والارتشاف من نمير علمه وحكمته ، فإنّ فخر المحقّقين (ره) توفّي سنة ٧٧١ وبين وفاته ووفاة الفاضل المصنّف (ره) خمسة وخمسون سنة ، ولكن الفاضل المصنّف (ره) شرح رسالة واجب الاعتقاد في أيام حياة فخر المحقّقين (ره) كما صرّح به في شرحه لها وسيجيء نقل عين كلماته عند التكلّم حول تأليفاته ، فمن كان في الاستعداد والقابلية بدرجة يشرح الرسالة المذكورة في أيام حياة فخر المحقّقين (ره) يكون له الاستعداد في الحضور عنده والاستفادة من محاضراته العلمية ، ولذلك ذكر الأستاذ الدجيلي في كتابه أعلام العرب أنّ فخر المحقّقين (ره) استاذ الفاضل المقداد (ره) فراجع (٢) وصرح في ماضي النجف أنّ من أساتذته فخر المحقّقين والسيّد ضياء الدين عبد الله الأعرجي (٣).
تلامذته والراوون عنه
كان الفاضل المصنّف (ره) متوطّنا في الجامعة العلمية «النجف الأشرف» وكان وجها من وجوه أصحابنا الإمامية وفقيها شهيرا من فقهائنا الاثنى عشرية ، وكان طلاب العلوم يزدلفون حوله ويستفيدون من علمه وفقهه ومن نظرياته وتحقيقاته ، كما هو شأن كلّ أستاذ متبحّر مرجع في الفقه والاجتهاد وحائز لمرتبة الاستدلال والاستنباط في تلك الجامعة ، وهذه هى السيرة المستمرّ فيها منذ القرون والسنين إلى اليوم.
وقد تخرّج عليه جمع من الفقهاء ، وروى عنه كثير من الكبراء ، وسمع منه جمع غفير من
__________________
(١) روضات الجنّات ، ص ٥٩٣.
(٢) أعلام العرب ، ج ٣ ، ص ٦٢.
(٣) ماضي النجف ، ج ١ ، ص ٨٥ ، طبعة صيدا.