المسلك الرابع : أنّه عليهالسلام ادّعى الإمامة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وظهر المعجز على يده ، وكلّ من كان كذلك كان إماما ، فعلي عليهالسلام إمام وهو المطلوب. أمّا أولى (١) الصغرى وهو دعواه الإمامة ؛ فلأنّ دعواه لها ومنازعته فيها وإخراجه قهرا من بيت فاطمة عليهاالسلام للبيعة ظاهر مشهور (٢) لا ينكره إلّا مكابر. وأمّا ثانيها ؛ فلما يأتي. وأمّا الكبرى فلما مرّ في النبوة.
المسلك الخامس : أنّه كان أفضل الخلق بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، وكلّ من كان أفضل كان متعيّنا للإمامة ، ينتج أنّ عليّا عليهالسلام كان متعيّنا للإمامة وهو المطلوب ، أمّا الصغرى فلما يأتي ، وأمّا الكبرى فلما مرّ من قبح تقديم المفضول على الفاضل (٣).
__________________
ـ جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما صلاة الفجر ، ثمّ انفتل وأقبل علينا يحدّثنا ثمّ قال : أيها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا : يا رسول الله من الشمس؟ قال : أنا فإذا هو صلىاللهعليهوآله ضرب لنا مثلا فقال : إنّ الله تعالى خلقنا وجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم ، فأنا الشمس فإذا ذهب لي فتمسّكوا بالقمر. قلنا : فمن القمر؟ قال : أخي ووصيّي ووزيري و «قاضي ديني» وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب. قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين ، ثمّ مكث مليّا وقال : فاطمة هي الزهرة ، وأهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الخوض. انظر الأمالي للشيخ (ره) ج ٢ ، ص ١٣٠ ـ ١٣١ طبعة النجف وغاية المرام ، ص ٦١٤. ويستفاد من هذا الخبر كغيره من الأخبار أنّ قولهصلىاللهعليهوآله : «قاضي ديني» صادر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله مضافا إلى أنّه يستفاد من قوله صلىاللهعليهوآله : «أقضاكم عليّ أيضا ، كما ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي (ره) وسمعت كلامه ، وانظر في المجلد الرابع من إحقاق الحقّ إلى تعليقات سماحة سيدنا الأستاذ المرجع الأكبر النجفي المرعشي دام ظلّه العالي ص ٧٤ وص ٣٨٥ طبعة طهران. وانظر إلى شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني المتوفّى ٧٩٢ ـ ج ٢ ، ص ٢٩١ طبعة إسلامبول. قال : وقوله عليه الصلاة والسّلام لعلي رضي الله عنه : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني بالكسر. ثمّ ذكر ما سمعت عن القوشجي وذكرنا جوابه.
(١) أوّل ـ خ : (د).
(٢) انظر إلى كتاب سليم بن قيس الهلالي (ره) وسائر التواريخ.
(٣) ومن قال : إنّ الله قدّم المفضول على الفاضل لحكمة. فقد غلط في قوله هذا ؛ فإنّ الحكمة لا تقتضي القبيح ولا تسوغ نسبة القبيح إلى الله تعالى.