لا يقال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : «أعمار أمّتي ما بين الستّين إلى السبعين (١)» وقال أصحاب الأحكام النجومية : إنّ العمر لا يزيد على مائة وعشرين.
لأنّا نقول : أمّا الأوّل فإنّه بناء على الأغلب ؛ لأنّ خلافه معلوم ضرورة ، وأيضا خرق العادة جائز للإعجاز فلم لا يجوز أن يكون طول عمره معجزة له عليهالسلام؟
وأمّا الثاني فباطل ؛ لما بيّنا من بطلان استناد الحوادث إلى الكواكب بل إلى الفاعل المختار ، وقولهم بناؤه على نفيه ، ثمّ على تقدير القول بالإيجاب يجوز أن يحدث شكل غريب فلكي يوجب طول عمره عليهالسلام والحكماء لا ينكرون ذلك ، هذا مع أنّ أصحاب النجوم لا يمنعون ذلك أيضا وإنّما قالوا : أكثر ما يعطي كوكب واحد من العمر من حيث هو مائة وعشرون سنة ، وجاز أيضا أن يضمّ إليه عندهم أسباب أخر فتتضاعف العطية ، قالوا : مثل أن يتّفق طالع كثرة الهيلاجات فيه والكتخدايات كلّها في أوتاد الطالع ، ناظرة إلى بيوتها ، ونظر السعود إليها من الأوتاد بالتثليث أو التسديس وتكون النحوس ساقطة ، وحينئذ يحكمون لصاحب الطالع بطول العمر كما لسيّدنا صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه وأرانا أيّامه بحقّ الحقّ وأهله.
المقصد الثالث : في الردّ على المخالفين لنا والطعن عليهم
وهو على أقسام :
[القسم] الأوّل : الردّ على الجمهور الملقّبين بأهل السنّة وهو في مواضع :
الأوّل : طريق تعيين الإمام قالوا : البيعة أو الاستيلاء طريق إلى ذلك ، مستدلّين بحصول المقصود من الإمامة (٢) وهو دفع الضرر بنصب الرئيس أو استيلائه.
والجواب بالمنع من حصول المقصود بل قد يكون موقعا في الضرر ، بأنّ يبايع كلّ
__________________
(١) نقله السيد الأعظم السيد الرضي قدسسره في كتابه المجازات النبوية انظر ص ٢٤٨ طبعة مصر سنة ١٣٥٦.
(٢) الإمام ـ خ : (آ).