[الوجه] الثاني عشر : روى البيهقي (١) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» وهؤلاء الأنبياء أفضل من سائر الصحابة وعليّ مساويهم ، ومساوي الأفضل أفضل ، وهو المطلوب.
المسلك الثاني : الاستدلال على أفضليّته تفصيلا فنقول : الفضائل إمّا نفسانية أو بدنية أو خارجية ، وكلّ واحد من هذه كان علي عليهالسلام أفضل من كلّ واحد من الصحابة فيه ، فيكون أفضل الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو المطلوب.
فها هنا أقسام ثلاثة :
[القسم] الأوّل : في النفسانية وهي أنواع :
الأوّل : أنّه سابق إلى الإيمان ، والسابق أفضل ، فيكون هو أفضل ، أمّا الكبرى فلقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٢) وأمّا الصغرى فلوجوه :
الأوّل : قوله عليهالسلام على المنبر (٣) : «أنا الصدّيق الأكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم» (٤) قاله بجمع من الناس وما ردّوا عليه قوله ، وذلك دليل على صحّته.
الثاني : روى سلمان الفارسي أنّ النبي عليهالسلام قال : «أولكم وردا على الحوض أولكم
__________________
(١) انظر المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار للعلّامة المجلسي (ره) ص ٣٥٥ ـ ٣٥٦ طبع أمين الضرب تجد فيه الحديث الذي رواه البيهقي ، ونقله المصنف (ره) عنه وأحاديث أخرى بهذا المضمون عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فراجع.
(٢) الواقعة ٥٦ : ١٠ ـ ١١.
(٣) أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن تؤمنوا وأسلمت قبل أن تسلموا ـ خ : (د).
(٤) قاله على منبر البصرة انظر الإرشاد للشيخ المفيد (ره) ، ص ١٦ طبعة تبريز سنة ١٣٠٨ والصراط المستقيم للبياضي ، ج ١ ، ص ٢٣٥ طبعة طهران والفصول المختارة ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، طبعة النجف وشرح النهج لابن أبي الحديد ج ٤ ص ١٢٢ طبعة مصر والمناقب لابن شهرآشوب (ره) ج ٢ ، ص ٤ طبعة قم. وفيه : وأسلمت قبل أن يسلم عمر.