سلّمنا ، لكن لا يدلّ على أنّه أفضل الكلّ ، فإنّ مدلوله أنّ الشمس ما طلعت على أحد أفضل ، فجاز أن يكون قد طلعت على من هو مساو له ، فلا يلزم حينئذ مطلوبكم.
سلّمنا ، لكن لا يدل على أفضليّته مطلقا ؛ لأنّه أتى بلفظ الماضي ، فجاز أن يكون وقت الإمامة علي عليهالسلام أفضل منه.
وعن الثالث نمنع صحّته ، بل هو موضوع في زمن بني أمية ؛ ليعارض ما ورد في الحسنين عليهماالسلام من قوله صلىاللهعليهوآله فيهما : «إنّهما سيّدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» ويؤيّده وجوه :
الأوّل : أنّه مسند إلى عبيد الله بن عمر ، وحاله في الانحراف عن أهل البيت عليهمالسلام ظاهر لا يدفع (١).
الثاني : أنّ في الخبر أنّ عليّا عليهالسلام كان عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبل أبو بكر وعمر فقال : «يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنة لا تخبرهما بذلك يا عليّ» ولم يعهد منهصلىاللهعليهوآله أنّه أخبر بفضيلة أحد وأمر بكتمانه.
الثالث : أنّ متن الخبر يحكم ببطلانه ، وذلك لأنّ أهل الجنة بالاتفاق شبّان جرد مرد مكحولون (٢) ، فكيف يكون فيهم كهل ، ولكن ، ما أحسن الكذب إذا دلّ على نفسه!
المرصد الثاني : في دفع المطاعن ، وفيه فصول :
[الفصل] الأوّل : فيما (٣) ورد على عليّ عليهالسلام من أعدائه الذين لا بصيرة لهم ، وهو وجوه :
الأوّل : ما ذكره الخوارج خذلهم الله تعالى ، وهو أنّه حكّم في الدين رجلين
__________________
(١) انظر في التحقيق حول هذا الخبر المجعول من الدجّالين أتباع بني أمية اللعناء إلى الأثر الخالد : تلخيص الشافي للشيخ قدسسره ، وما علّق عليه سيدنا العلامة الجليل السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم النجفي دام بقاؤه من التعاليق النفيسة ـ ج ٣ ، ص ٢٢٣ ـ ٢١٩.
(٢) مكحلون ـ خ : (آ).
(٣) ما ـ خ : (آ).