أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين ، وليس في هذا دليل على المتابعة.
وأمّا خلع نفسه عن الإمامة فإنّه محال ، كيف وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : «هما إمامان قاما أو قعدا» فالإمامة لازمة لهما قائمين أو قاعدين. وأمّا أخذ العطاء فقد فعل مثله عليّعليهالسلام ؛ لأنّ جميع ما في يد المتغلّب من الأموال فللإمام انتزاعه (١) منه كيفما كان طوعا أو كرها ، وكان ينفق على نفسه وعياله قدر حقّهم ويدفع الباقي إلى المستحقّ وإظهار الموالاة كان تقية.
[الفصل] الثالث : فيما أورد على الحسين عليهالسلام ، وهو أنّه فعل ضدّ ما فعله أخوه(٢) ، فإنّه خرج بأهله وعياله ، مع علمه (٣) باستيلاء أعدائه على الكوفة وعاملها من قبل يزيد ، وعلمه بغدر أهل الكوفة ؛ ولهذا نهاه ابن عباس فلم ينته ، وودّعه ابن عمر وقال: استودعك الله من قتيل ، وكذلك أخوه محمّد ، ثمّ إنه لمّا علم بقتل مسلم لم لم يرجع؟ ولم جوّز المحاربة في نفر يسير جموعا عظيمة؟ ولم لم يبايع للضرورة كما بايع أخوه حقنا للدماء حين عرض عليه الأمان والمبايعة ليزيد؟ وبالجملة الذي فعله إلقاء للنفس إلى التهلكة ، وربّك ينهى عنه بنصّ الكتاب.
والجواب : أنّ الأحكام تختلف بحسب الأمارات المختلفة ، والحسين عليهالسلام لم يخرج من الحجاز إلّا بعد أن ورد عليه ثمانمائة كتاب من العراق ، ببيعة أربعة وعشرين ألفا من الفرسان المقاتلين ، وبعد أن بعث إليه مسلم بن عقيل (ض) يستحثّه لمّا أخذ له البيعة من ثمانية عشر ألفا غير أهل البصرة ، فخرج عليهالسلام من مكّة مع سبعين (٤) فارسا وأربعين راجلا ليصل بمن بايعه (٥) لا ليحارب بهم ، ولم يعلم (٦) بما اتّفق من مكيدة ابن زياد وسوء
__________________
(١) ما انتزعه ـ خ : (د).
(٢) ضدّ فعل أخيه ـ خ : (آ).
(٣) مع علمه باستيلاء ـ خ : (آ).
(٤) ستين ـ خ : (آ) خ ل ـ خ : (د).
(٥) تابعه ـ خ : (د).
(٦) هذا الكلام وما تقدّمه وما يأتي إن كان نظرا إلى علم الإمام عليهالسلام بعلم الإمامة والولاية ، فهو غير صحيح ؛ فإنّه عليهالسلام كان عالما بما يتّفق ويقع ويؤول إليه عواقب أمره ونهضته المقدسة ، كما يأتي تحقيق ذلك ، ـ