متأخّرة بخلاف هذا.
الثالث : بالزمان وهو كون السابق في زمان (١) متقدّم على زمان المتأخّر كالأب والابن.
الرابع : بالرتبة إمّا عقلا كالجنس على نوعه إن جعل المبدأ الأعمّ أو حسّا كالإمام على المأموم.
الخامس : بالشرف كالعالم على متعلّمه.
وزاد المتكلمون سادسا سمّوه تقدّما ذاتيا كتقدم أمس على اليوم ، فإنّه ليس بالثلاثة الأوّل ولا لآخرين ، وهو ظاهر ، ولا بالزمان وإلّا لافتقر إلى زمان وتسلسل.
ولا يخفى عليك أنّ حصره فيما ذكر ليس يقينيّا بل هو استقرائي ، ومقوليّته على اقسامه بالتشكيك فليس بجنس لها ، لامتناع التفاوت في جزء الماهية بل هو عرض عامّ لها.
البحث السادس : في أحكام القدم والحدوث ، وهي مسائل :
الاولى : القدم والحدوث اعتباران عقليان ليس لهما تحقّق في الخارج وإلّا لزم التسلسل أو اتّصاف الشيء بنقيضه ، لأنّ كلّ موجود خارجي إمّا قديم أو حادث لما ذكرناه من الحصر العقلي ، فلو كان أحدهما موجودا في الخارج لزم ما ذكرناه ، وهو ظاهر.
الثانية : أنّ القديم لا يجوز أن يكون أثر المختار ، لأنّ أثر المختار مسبوق بالداعي ، وهو لا يتوجه إلّا إلى معدوم وإلّا لزم تحصيل الحاصل وهو محال. فإذن أثر المختار يسبقه العدم ولا شيء من القديم يسبقه العدم ، ينتج من الثاني لا شيء من أثر المختار بقديم وينعكس بالمستوي إلى المطلوب.
__________________
(١) زمانه ـ خ : (آ).