وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه (١).
أقول : يشير الفخر الرازي إلى ما قاله الرضا عليهالسلام في مجلس المأمون ـ في حديث ـ :
فلمّا أوجب الله تعالى ذلك ثقل لثقل وجوب الطّاعة ، فأخذ بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء ، وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك ، فصرفوه عن حدّه الذي قد حدّه الله تعالى ، فقالوا القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته ، فعلى أيّ الحالتين كان ، فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة فأقربهم من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أولاهم بالمودّة ، وكلما قربت القرابة كانت المودّة على قدرها» (٢).
ثمّ قال الرازي في تفسيره :
وروى صاحب الكشّاف أنّه لمّا نزلت هذه الآية ، قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال : «علي وفاطمة وابناهما». فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
الأوّل : قوله تعالى : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، ووجه الاستدلال به ما سبق.
الثاني : لا شك أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحبّ فاطمة عليهاالسلام ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها» ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان يحبّ عليّا والحسن والحسين ، وإذا ثبت ذلك وجب على كلّ الأمّة مثله ؛ لقوله : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٣) ؛ ولقوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) (٤) ؛ ولقوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٥) ؛ ولقوله سبحانه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٦).
__________________
(١). التفسير الكبير ٢٧ / ١٦٦.
(٢). عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٢١١ ح ١.
(٣). الأعراف / ١٥٨.
(٤). النّور / ٦٣.
(٥). آل عمران / ٣١.
(٦). الأحزاب / ٢١.