والغائية فإن كل واحدة من هذه الأربع تنقسم هذه الأقسام فالعلة الفاعلية عند المحققين قد تكون بسيطة كتحريك الواحد منا جسما ما ، وقد تكون مركبة كتحريك جماعة جسما أكبر.
ومنع بعض الناس من التركيب في العلل وإلا لزم نفيها لأن كل مركب فإن عدم كل جزء من أجزائه علة مستقلة في عدمه فلو عدم جزء من العلة المركبة لزم عدم العلة فإذا عدم جزء ثان لم يكن له تأثير البتة لتحقق العدم بالجزء الأول ، ولأن الموصوف بالعلة إما كل واحد من أجزائه فيلزم تعدد العلل وانتفاء التركيب وهو المطلوب أو بعضها وهو المطلوب أيضا مع انتفاء الأولوية ، أو المجموع وهو باطل لأن كل جزء لم يكن علة فعند الاجتماع إن لم يحصل أمر لم يكن المجموع علة وإن حصل عاد الكلام في علة حصوله.
وهذان ضعيفان لاقتضائهما انتفاء المركبات سواء كانت عللا أم لا وهو باطل بالضرورة والمادة المركبة كالزاج والعفص في الحبر. والصورة المركبة كالإنسانية المركبة من أشكال مختلفة. والغاية المركبة كالحركة لشراء المتاع ولقاء الحبيب.
قال : وأيضا بالقوة أو بالفعل.
أقول : هذه المبادئ الأربعة قد تكون بالقوة فإن الخمر فاعل للإسكار في الدن بالقوة ، وقد تكون بالفعل كالخمر مع الشرب.
والمادة قد تكون بالفعل كالجنين للإنسانية وقد تكون بالقوة كالنطفة.
والصورة بالقوة كالمائية الحالة في الهواء بالقوة وقد تكون بالفعل كالمائية الحالة في مادتها.
والغاية بالقوة هي التي يمكن جعلها كذلك وبالفعل هي التي حصل منها ذلك.
قال : وكلية أو جزئية.
أقول : هذه العلل قد تكون كلية كالبناء مطلقا وقد تكون جزئية كهذا البناء وكذلك البواقي.