بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القاهر سلطانه ، العظيم شأنه ، الواضح برهانه ، العام إحسانه ، الذي أيد العباد بمعرفته وهداهم إلى حجته ليفوزوا بجزيل الثواب العظيم المخلد ، ويخلصوا من العقاب الأليم السرمد ، وصلى الله على أكمل نفس إنسانية وأزكى طينة عنصرية محمد المصطفى وعلى عترته الأبرار وذريته الأخيار وسلم تسليما.
أما بعد فإن كمال الإنسان إنما هو بحصول المعارف الإلهية وإدراك الكمالات الربانية إذ بصفة العلم يمتاز عن عجم الحيوانات ، ويفضل على الجمادات ولا معلوم أشرف من واجب الوجود تعالى فالعلم به أكمل من كل مقصود وإنما يتم بعلم الكلام فإنه المتكفل بحصول هذا المرام فوجب على كل مكلف من أشخاص الناس الاجتهاد في إزالة الالتباس بالنظر الصحيح في البراهين وطلب الحق بالتعيين ، ووجب على كل عارف من العلماء إرشاد المتعلمين وتسليك الناظرين وقد كنا صرفنا مدة من العمر في وضع كتب متعددة في هذه العلوم الجليلة وإحراز هذه الفضيلة والآن حيث وفقنا الله تعالى للاستفادة من مولانا الأفضل العالم الأكمل نصير الملة والحق والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي قدس الله تعالى روحه الزكية في العلوم الإلهية والمعارف العقلية ووجدناه راكبا نهج التحقيق سالكا جدد التوفيق معرضا عن سبيل المغالبة تاركا طريق المغالطة تتبعنا مطارح أقدامه في نقضه وإبرامه ولما عرج إلى جوار الرحمن ونزل بساحة الرضوان وجدنا كتابه الموسوم بتجريد الاعتقاد قد بلغ فيه أقصى المراد وجمع جل مسائل الكلام على أبلغ نظام كما ذكر في خطبته وأشار في ديباجته إلا أنه أوجز ألفاظه في الغاية وبلغ في إيراد