المسألة الثالثة
في البحث عن المحسوسات
قال : فالمحسوسات إما انفعاليات أو انفعالات.
أقول : الكيفيات المحسوسة إن كانت راسخة عسرة الزوال سميت انفعاليات لانفعال الحواس عنها أولا ، وإن كانت غير راسخة بل سريعة الزوال سميت انفعالات وهي وإن لم تكن في أنفسها انفعالات لكنها لقصر مدتها وسرعة زوالها منعت اسم جنسها واقتصر في تسميتها على الانفعالات.
المسألة الرابعة
في مغايرة الكيفيات للأشكال والأمزجة
قال : وهي مغايرة للأشكال لاختلافهما في الحمل.
أقول : ذهب قوم من القدماء إلى أن هذه الكيفيات نفس الأشكال قالوا لأن الأجسام تنتهي في التحليل إلى أجزاء صغار تقبل القسمة الوهمية لا الانفكاكية وتلك الأجزاء مختلفة في الأشكال فالتي تحيط بها أربعة مثلثات تكون مفرقة لاتصال العضو فيحس منها بالحرارة ، والتي تحيط بها ستة مربعات تكون غليظة غير نافذة فيحس منها بالبرد ، والذي يقطع العضو إلى أجزاء صغار ويكون شديد النفوذ هو المحرق الحريف والملاقي لذلك التقطيع هو الحلو ، والذي ينفصل منه شعاع مفرق للبصر هو الأبيض ، والذي ينفصل منه شعاع قابض للبصر هو السواد ويحصل من اختلاطهما باقي أنواع الألوان.
والمحققون أبطلوا هذه المقالة بأن الأشكال والألوان مختلفة في المحمولات فيحمل على أحدهما بالإيجاب ما يحمل على الآخر بالسلب فيلزم تغايرهما بالضرورة. وبيانه أن الأشكال ملموسة وغير متضادة والألوان متضادة غير ملموسة. وأيضا الأشكال مبصرة