المسألة السادسة
في المتى
قال : الخامس المتى وهو النسبة إلى الزمان أو طرفه.
أقول : لما فرغ من البحث عن مقولة الأين شرع في البحث عن المتى والمراد بها نسبة الشيء إلى الزمان أو طرفه بالحصول فيه وهو إما حقيقي وهو الذي لا يفضل عن كون الشيء كالصيام في النهار ، وإما غير حقيقي كالصلاة فيه.
والفرق بين المتى الحقيقي والأين الحقيقي في النسبة أن المتى الواحد قد يشترك فيه كثيرون بخلاف الأين الحقيقي.
قال : والزمان مقدار الحركة من حيث التقدم والتأخر العارضين لها باعتبار آخر.
أقول : الحركة يعرض لها نوعان من التقدم والتأخر وتتقدر باعتبارهما فإن الحركة لا بد لها من مسافة تزيد بزيادتها وتنقص بنقصانها ولا بد لها من زمان كذلك ويعرض لأجزائها تقدم وتأخر باعتبار تقدم بعض أجزاء المسافة على بعض فإن الجزء من الحركة الحاصل في الحيز المتقدم من المسافة متقدم على الحاصل في المتأخر منها ، وكذلك الحاصل في المتقدم من الزمان متقدم على الحاصل في متأخره لكن الفرق بين تقدم المسافة وتقدم الحركة أن المتقدم من المسافة يجامع المتأخر بخلاف أجزاء الحركة ، ويحصل للحركة عدد بالاعتبارين فالزمان هو مقدار الحركة وعددها من حيث التقدم والتأخر العارضين لها باعتبار المسافة لا باعتبار الزمان وإلا لزم الدور وإلى هذا أشار بقوله باعتبار آخر أي باعتبار آخر مغاير لاعتبار الزمان.
قال : وإنما تعرض المقولة بالذات للمتغيرات ، وبالعرض لمعروضها.
أقول : هذه المقولة التي هي المتى إنما تعرض بالذات للمتغيرات كالحركات ، وإنما تعرض لغيرها بالعرض وبواسطتها فإن ما لا يتغير لا تعرض له هذه النسبة إلا باعتبار