المسألة الخامسة
في أن الوجود ليس هو معنى زائدا على الحصول العيني
قال : وليس الوجود معنى به تحصل الماهية في العين بل الحصول
أقول : قد ذهب قوم غير محققين إلى أن الوجود معنى قائم بالماهية يقتضي حصول الماهية في الأعيان وهذا مذهب سخيف يشهد العقل ببطلانه لأن قيام ذلك المعنى بالماهية في الأعيان يستدعي تحقق الماهية في الخارج فلو كان حصولها في الخارج مستندا إلى ذلك المعنى لزم الدور المحال بل الوجود هو نفس تحقق الماهية في الأعيان ، ليس ما به تكون الماهية في الأعيان.
المسألة السادسة
في أن الوجود لا تزايد فيه ولا اشتداد
قال : ولا تزايد فيه ولا اشتداد
أقول : ذهب قوم إلى أن الوجود قابل للزيادة والنقصان وفيه نظر لأن الزيادة إن كانت وجودا لزم اجتماع المثلين وإلا لزم اجتماع النقيضين وأما نفي الاشتداد فهو مذهب أكثر المحققين قال بعضهم لأنه بعد الاشتداد إن لم يحدث شيء آخر لم يكن الاشتداد اشتدادا بل هو باق كما كان وإن حدث فالحادث إن كان غير الحاصل فليس اشتدادا للموجود الواحد بل يرجع إلى أنه حدث شيء آخر معه وإلا فلا اشتداد وكذا البحث في جانب النقصان وهذا الدليل ينفي قبول الأعراض كلها للاشتداد والضعف.
المسألة السابعة
في أن الوجود خير والعدم شر
قال : وهو خير محض.
أقول : إذا تأملنا كل ما يقال له خير وجدناه وجودا وإذا تأملنا ما يقال له شر وجدناه