الرابع : اختلفوا في صفات الأجناس هل هي ثابتة في العدم أم لا والمراد بصفات الأجناس ما يقع بها الاختلاف والتماثل كصفة الجوهرية في الجوهر والسوادية في السواد إلى غير ذلك من الصفات فذهب ابن عياش إلى عراء تلك الماهيات عن الصفات في العدم وأما الجبائيان وعبد الجبار وابن متويه فإنهم قالوا صفات الجوهر إما أن تكون عائدة إلى الجملة كالحيية وما يشترط بها وإما أن تكون عائدة إلى الأفراد وهي أربعة إحداها : الصفة الحاصلة حالتي الوجود والعدم وهي الجوهرية.
والثانية : الوجود وهي الصفة الحاصلة بالفاعل.
والثالثة : التحيز وهي الصفة التابعة للحدوث الصادرة عن صفة الجوهرية بشرط الوجود.
والرابعة : الحصول في الحيز وهي الصفة المعللة بالمعنى وليس له صفة زائدة على هذه الأربع فليس له بكونه أسود أو أبيض صفات. وأما الأعراض فلا صفات لها عائدة إلى الجملة بل لها ثلاث صفات راجعة إلى الأفراد إحداها : الصفة الحاصلة حالتي الوجود والعدم وهي صفة الجنس. الثانية : الصفة الصادرة عنها بشرط الوجود. الثالثة : صفة الوجود.
الخامس : ذهب أبو يعقوب الشحام وأبو عبد الله البصري وأبو إسحاق بن عياش إلى أن الجوهرية هي التحيز ثم قال الشحام والبصري إن الذات موصوفة بالتحيز كما توصف بالجوهرية ثم اختلفا فقال الشحام إن الجوهر حال عدمه حاصل في الحيز وقال البصري شرط الحصول في الحيز الوجود فهو حال العدم موصوف بالتحيز لا الحصول في الحيز وزعم ابن عياش أنه حال العدم غير موصوف بأحدهما ولا بغيرهما.
السادس : اتفق المثبتون إلا أبا عبد الله البصري على أن المعدوم لا صفة له بكونه معدوما والبصري أثبت له صفة بذلك.
السابع : اتفقوا إلا أبا الحسين الخياط على أن الذوات المعدومة لا توصف بكونه أجساما وجوزه الخياط.
الثامن : اتفقوا على أن من علم أن للعالم صانعا قادرا حكيما مرسلا للرسل قد يشك