واجبة أو ممتنعة وقد بينا امتناعه فيما سلف.
قال : ووجوب الفعليات يقارنه جواز العدم فليس بلازم.
أقول : يريد أن يبين أن الوجوب اللاحق وهو الذي ذكر أنه لا يخلو عنه قضية فعلية ولهذا سماه وجوب الفعليات يقارن جواز العدم وذلك لأن الوجود لا يخرجه عن الإمكان الذاتي بل هو باق على طبيعة الإمكان لأن وجوبه بشرط لا مطلقا فلهذا حكم بجواز مقارنة وجوب الوجود لجواز العدم وهذا الوجوب ليس بلازم بل ينفك عن الماهية عند فرض عدم العلة
قال : ونسبة الوجوب إلى الإمكان نسبة تمام إلى نقص.
أقول : الوجوب هو تأكد الوجود وقوته والإمكان ضعف فيه فنسبة الوجوب إلى الإمكان نسبة تمام إلى نقص لأن الوجوب تمام الوجود والإمكان نقص له.
المسألة الثانية والثلاثون
في الإمكان الاستعدادي
قال : والاستعدادي قابل للشدة والضعف ويعدم ويوجد للمركبات وهو غير الإمكان الذاتي.
أقول : الإمكان إما أن يلحظ باعتبار الماهية نفسها وهو الإمكان الذاتي ، وإما أن يلحظ باعتبار قربها من الوجود وبعدها عنه وهو الإمكان الاستعدادي وهذا الإمكان قابل للشدة والضعف والزيادة والنقصان فإن استعداد النطفة للإنسانية أضعف وأبعد من استعداد العلقة لها وكذا استعداد النطفة للكتابة أبعد وأضعف من استعداد الإنسانية لها فهذا هو الإمكان الاستعدادي الحاصل لكل ماهية سبق عدمها وجودها وهذا الإمكان الاستعدادي يعدم ويوجد بعد عدمه للمركبات فإن الماء بعد تسخنه يستعد