يكتب الكاتب بعد ذكر الصلوات على ما هو المتعارف بينهم ، ثم رأينا نسخا أخرى كان ذكر الصلوات فيها بحيث اشتهر بين الإمامية أي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهكذا الكلام في ذكر الوصي وسائر الأوصياء عليهمالسلام وفي غير الوصي فتدبر.
اعلم أنا لم نكتف باقتفاء السيرة من جعل نسخة أصلا وإماما ونقل اختلافات النسخ الأخرى في ذيل الصفحات وهذا الدأب وإن لم يكن فيه بأس ولكن رأينا الأحرى منه أنه كلما أقبل أمر الاختلاف أن يرد إلى مأخذه الأصيلة التي يعلم بها ما يحسم به مادة الاختلاف ، لأن كل فن له اصطلاحات خاصة يجب مراعاتها فمن زاغ عنها فقد أزاغ.
نماذج في ذلك.
ألف : في المسألة السابعة والثلاثين من الفصل الأول من المقصد الأول في تصور العدم كانت العبارة في النسخ المطبوعة من الكتاب هكذا : ويمكنه أن يقيسه إلى جميع الماهيات فيمكنه أن يلحظه باعتبار نفسه فيتصور الذهن عدم نفسه ، وكذلك يمكنه أن يلحظ نفس العدم.
والصواب : ويمكنه أن ينسبه إلى جميع الماهيات فيمكنه أن يلحظه باعتبار نفسه فيتصور عدم الذهن نفسه ، وكذلك يمكنه أن يلحقه نفس العدم. (ص ٦٨)
قوله وكذلك يمكنه أن يلحقه نفس العدم ، أي وكذلك يمكن الذهن أن يلحق العدم نفس العدم ، فيكون يلحق من الإلحاق وكل واحد من العدم ونفس العدم منصوب على المفعولية.
ب : في المسألة الثالثة والأربعين من ذلك الفصل في أن الحكم بحاجة الممكن إلى المؤثر ضروري ، كانت العبارة هكذا : وتقرير السؤال أن الممكن لو افتقر إلى المؤثر لكانت مؤثرية المؤثر لكونها وصفا محتاجا إلى الموصوف ممكنا محتاجا إلى المؤثر في ذلك إن كانت وصفا ثبوتيا في الذهن. (ص ٧٨)
والصواب : وتقرير السؤال أن الممكن لو افتقر إلى المؤثر لكانت مؤثرية المؤثر في ذلك الأثر إن كانت وصفا ثبوتيا في ذلك.