وبها نهر الرس ، وهو نهر عظيم شديد جري الماء. وفي أرضه حجارة كبيرة لا تجري السفن فيه ، وله أجراف هائلة وحجارة كبيرة. زعموا أن من عبر نهر الرس ماشيا إذا مسح برجله ظهر امرأة عسرت ولادتها وضعت ، وكان بقزوين شيخ تركماني يقال له الخليل يفعل ذلك وكان يفيد.
حكى ديسم بن إبراهيم صاحب اذربيجان قال : كنت أجتاز على قنطرة الرس مع عسكري ، فلمّا صرت في وسط القنطرة رأيت امرأة حاملة صبيّا في قماط ، فرمحها بغل محمّل طرحها وسقط الطفل من يدها في الماء ، فوصل إلى الماء بعد زمان طويل لطول مسافة ما بين القنطرة وسطح الماء ، فغاص وطفا بعد زمان يسير وجرى به الماء ، وسلم من الحجارة التي في النهر. وكان للعقبان أوكار في اجراف النهر ، فحين طفا الطفل رآه عقاب فانقضّ عليه وشبّك مخالبه في قماطه ، وخرج به إلى الصحراء ، فأمرت جماعة أن يركضوا نحو العقاب ومشيت أيضا ، فإذا العقاب وقع على الأرض واشتغل بخرق القماط ، فأدركه القوم وصاحوا به ، فطار وترك الصبي ، فلحقناه فإذا هو سالم يبكي فرددناه إلى أمّه.
وبها نهر زكوير بقرب مرند لا يخوضه الفارس ، فإذا وصل إلى قرب مرند يغور ولا يبقى له أثر ، ويجري تحت الأرض قدر أربعة فراسخ ثمّ يظهر على وجه الأرض ، أخبر به الشريف محمّد بن ذي العقار العلوي المرندي.
وبها نهر ذكر محمّد بن زكرياء الرازي عن الجيهاني ، صاحب المسالك المشرقيّة ، ان باذربيجان نهرا ماؤه يجري فيستحجر ويصير صفائح حجر! وقال صاحب تحفة الغرائب : باذربيجان نهر ينعقد ماؤه صخرا صلدا كبيرا وصغيرا.
وبها عين ؛ قال صاحب تحفة الغرائب : باذربيجان عين يجري الماء عنها وينعقد حجرا ، والناس يملأون قالب اللبن من ذلك الماء ثمّ يتركونه يسيرا ، فالماء في القالب يصير لبنا حجريّا.