أن تفوت الفرصة فجعل يعدو على شاطىء دجلة مقابل الشبارة وينادي بأعلى صوته : يا أمير المؤمنين ، نعم القاضي قاضي جبّل! فضحك يحيى بن اكثم ، وكان راكبا في الشبارة مع الخليفة ، وقال : يا أمير المؤمنين هذا المنادي هو قاضي جبّل يثني على نفسه! فضحك المأمون وأمر له بشيء وعزله وقال : لا يجوز أن يلي شيئا من أمور المسلمين من هذا عقله.
جرباذقان
بليدة من بلاد قهستان بين أصفهان وهمذان ذات سور وقهندز ، لها رئيس يقال له جمال باده ، لا يمشي إلى أحد من ملوك قهستان البتّة. وله موضع حصين وإلى داره عقود وأبواب وحرّاس ، والملوك كانوا يسامحونه بذلك ويقولون :إنّ أذيّته وإزعاجه غير مبارك!
وكان الأمر على ذلك إلى أن ملك الجبال خوارزمشاه محمّد ، سلّمها إلى ابنه وإلى عماد الملك ، فوصل عماد الملك إلى جرباذقان. أخبر بعادة الرئيس انّه لا يمشي إلى أحد ، فغضب من ذلك وبعث إليه يطلبه فأبى. فبعث إليه عسكره دخلوا المدينة قهرا ، وتحصّن الرئيس بالقلعة فحاصروها أيّاما وقتل من الطرفين.
فلمّا اشتدّ الأمر عليه نزل بالليل وهرب ، فخرب عماد الملك القلعة وقتل أكثر أهلها لأنّهم قتلوا أصحاب عماد الملك. فعمّا قريب ورد عساكر التتر وهرب عماد الملك فقتلوه في الطريق ، وقتلوا ابن خوارزمشاه وعاد الرئيس إلى حاله كما كان.
جرجان
مدينة عظيمة مشهورة بقرب طبرستان. بناها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة ، وهي أقلّ ندى ومطرا من طبرستان ، يجري بينهما نهر تجري فيه السفن ، بها فواكه الصرود والجروم ، وهي بين السهل والجبل والبرّ والبحر.