الاقليم الخامس
أوّله حيث يكون الظلّ نصف النهار ، إذا استوى الليل والنهار ، خمسة أقدام وثلاثة أخماس قدم وسدس خمس قدم ، وآخره حيث يكون الظلّ نصف النهار شرقا أو غربا ستّة أقدام ، ونصف عشر وسدس عشر قدم. ويبتدىء من أرض الترك المشرقين ويمرّ على أجناس الترك المعروفين إلى كاشغر وفرغانة وسمرقند وخوارزم وبحر الخزر إلى باب الأبواب وبرذعة وإلى ميّافارقين وارمينية وبلاد الروم.
وأطول نهار هؤلاء في أوّل الإقليم أربع عشرة ساعة ونصف وربع ، وفي أوسطه خمس عشرة ساعة ، وفي آخره خمس عشرة ساعة وربع. وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة آلاف ميل وستمائة وسبعون ميلا وبضع عشرة دقيقة ، وعرضه مائتان وأربعة وخمسون ميلا وثلاثون دقيقة ، ومساحتها مكسر ألف ألف وثمانية وأربعون ألفا وخمسمائة وأربعة وثمانون ميلا واثنتا عشرة دقيقة ، ولنذكر أحوال بعض المدن الواقعة فيه مرتبة على حروف المعجم :
آمد
مدينة حصينة مبنية بالحجارة من بلاد الجزيرة على نشز من الأرض ، ودجلة محيطة بها من جوانبها إلّا من جهة واحدة على شكل الهلال. وفي وسطها عيون وآبار عمقها ذراعان. وإنّها كثيرة الأشجار والبساتين والثمار والزروع.
من عجائبها ما ذكره ابن الفقيه أن بأرض آمد جبلا من بعض شعابه صدع فيه سيف ، من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم ذلك السيف ، اضطرب