الاقليم الثاني
هو حيث يكون ظلّ الاستواء ، في أوّله نصف النهار إذا استوى الليل والنهار قدمين وثلاثة أخماس قدم ، وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصف وعشر سدس قدم ، يبتدىء من المشرق فيمرّ على بلاد الصين وبلاد الهند والسند ، ويمرّ بملتقى البحر الأخضر ، ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة والبحرين ، ثمّ يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب.
ويكون أطول نهار هؤلاء في أوّل الإقليم ثلاث عشرة ساعة وربع الساعة ، وآخره ثلاث عشرة ساعة ونصف وربع ، وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف ، وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة آلاف وثلاثمائة واثنا عشر ميلا واثنتان وأربعون دقيقة ، وعرضه أربعمائة ميل وميلان واحدى وخمسون دقيقة ، ومساحتها مكسرا ثلاثة آلاف ألف وستّمائة ألف ميل ، وتسعون ألف ميل ، وثلاثمائة وأربعون ميلا وأربع وخمسون دقيقة ، وأمّا المدن الواقعة فيها فسنذكرها مرتّبة على حروف المعجم ، ما انتهى خبرها إلينا ، والله المستعان.
الأبلق
حصن السّموأل بن عاديا اليهودي الذي يضرب به مثل الوفاء ، والحصن يسمّى الابلق الفرد ، لأنّه كان في بنائه بياض وحمرة ، وهو بين الحجاز والشام على تلّ من تراب ، والآن بقي على التلّ آثار الأبنية القديمة ، بناه أبو السموأل عاديا اليهودي. يقال : أوفى من السموأل.
وكان من قصّته أن امرأ القيس بن حجر الكندي ، لمّا قتل أبوه مرّ إلى قيصر