يستنجده على قتلة أبيه ، وكان اجتيازه على الأبلق الفرد ، فرآها قلعة حصينة ذاهبة نحو السماء ، وكان معه أدراع تركها عند السموأل وديعة وذهب.
فبلغ هذا الخبر الحرث بن ظالم الغسّاني ، فسار نحو الأبلق لأخذ الدروع ، فامتنع السموأل من تسليمها إليه ، فظفر بابن السموأل وكان خارج الحصن يتصيّد ، فجاء به إلى أسفل الحصن وقال : إن دفعت الدروع إليّ وإلّا قتلت ابنك! فقال السموأل : لست أخفر ذمّتي فاصنع ما شئت! فذبحه والسموأل ينظر إليه وانصرف الملك على يأس! فضرب العرب المثل في الوفاء. وقال السموأل :
بنى لي عاديا حصنا حصينا |
|
وماء كلّما شئت استقيت |
رفيعا تزلق العقبان عنه |
|
إذا ما نابني ضيم أبيت |
وأوصى عاديا قدما بأن لا |
|
تهدّم يا سموأل ما بنيت |
وفيت بأدرع الكنديّ إني |
|
إذا ما خان أقوام وفيت |
أجأ وسلمى
جبلان بأرض الحجاز ، وبها مسكن طيّء وقراهم. موضع نزه كثير المياه والشجر. قيل : أجأ اسم رجل وسلمى اسم امرأة كانا يألفان عند امرأة اسمها معروجا ، فعرف زوج سلمى بحالهما فهربا منه ، فذهب خلفهما وقتل سلمى على جبل سلمى وأجأ على جبل أجأ ، ومعروجا ، فسميّت المواضع بهم ، وقال الكلبي : كان على أجأ أنف أحمر كأنّه تمثال إنسان يسمّونه فلسا ، كان طيّء يعبدونه إلى عهد رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، فلمّا جاء الإسلام بعث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، عليّ بن أبي طالب في مائة وخمسين من الأنصار ، فكسروا فلسا وهدموا بيته وأسروا بنت حاتم.
ينسب إليها أبو سليمان داود بن نصير الطائي الزاهد العابد ؛ قيل إنّه سمع