يرجعون إلى أحد ، فالكيسانية كلها لا إمام لها وإنما ينتظرون الموتى إلا (العباسية) فانها تثبت الامامة في ولد العباس وقادوها فيهم إلى اليوم ، فهذه فرق (الكيسانية) و (العباسية) و (الحارثية)
ومنهم تفرقت فرق (الخرمدينية (١)) ومنهم كان بدء الغلو فى القول حتى قالوا أن الأئمة آلهة وأنهم أنبياء وأنهم رسل وأنهم ملائكة وهم الذين تكلموا بالأظلة وفي التناسخ في الأرواح وهم أهل القول بالدور في هذه الدار وابطال القيامة والبعث والحساب وزعموا أن لا دار إلا الدنيا وأن القيامة إنما هي خروج الروح من بدن ودخوله في بدن آخر غيره إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا وأنهم مسرورون في هذه الأبدان أو معذبون فيها والأبدان هي الجنات وهي النار وأنهم منقولون (٢) فى الأجسام الحسنة الانسية المنعمة في حياتهم ومعذبون فى الأجسام الردية المشوهة من كلاب وقردة وخنازير وحيات وعقارب وخنافس وجعلان محولون من بدن إلى بدن معذبون فيها هكذا أبد الأبد فهي جنتهم ونارهم لا قيامة ولا بعث ولا جنة ولا نار غير هذا على قدر أعمالهم وذنوبهم وإنكارهم لأئمتهم ومعصيتهم لهم فانما تسقط الأبدان
__________________
(١) سيأتي أن الخرمدينية هم الأبامسلمية أصحاب أبي مسلم الخراساني
(٢) كذا في النسخ المخطوطة : ولعل الصحيح ـ مثوبون ـ بتشديد الواو :