فاستتابهم وأمرهم بالرجوع عن قولهم ذلك فقالوا : المنصور ربنا وهو يقتلنا شهداء كما قتل أنبياءه ورسله على يدي من شاء من خلقه وأمات بعضهم بالهدم والغرق وسلط على بعضهم السباع وقبض أرواح بعضهم فجأة وبالعلل وكيف شاء وذلك له يفعل ما شاء بخلقه لا يسأل عما يفعل ، فثبتوا على ذلك إلى اليوم وادعوا أن أسلافهم مضوا على هذا القول ولكنهم كتموه عن الناس وكان ذلك ذنبا منهم يتوب الله منه عليهم وليس هو بمخرجهم من الايمان ولا من طاعة إمامهم ،
وأما «الشيعة العلوية» الذين قالوا بفرض الامامة لعلي بن أبي طالب عليهالسلام من الله ومن رسوله صلىاللهعليهوآله فانهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة «الحسن» من بعده ثم إمامة «الحسين» بعد الحسن ثم افترقوا بعد قتل الحسين عليهالسلام فرقا فنزلت «فرقة» إلى القول بامامة (علي بن الحسين) وكان يكنى بأبي محمد ويكنى بأبي بكر وهي كنيته الغالبة عليه فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي بالمدينة في المحرم في أول سنة اربع وتسعين وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وكان مولده في سنة ثمان وثلاثين وأمه أم ولد يقال لها سلافة وكانت تسمى قبل ان تسبى جهانشاه وهي ابنة يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز وكان يزدجرد آخر ملوك فارس