ورأوا سبي النساء وقتل الأطفال واعتلوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى (لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) (٧١ : ٢٦) ، وزعموا أنه يجب عليهم أن يبدءوا بقتل من قال بالامامة ممن ليس على قولهم وخاصة من قال بامامة «موسى بن جعفر» وولده من بعده وتأولوا في ذلك قول الله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) (٩ : ١٢٣) ، فالواجب ان نبدأ بهؤلاء ثم بسائر الناس ، وعددهم كثير إلا أنه لا شوكة لهم ولا قوة وهم بسواد الكوفة واليمن أكثر ولعلهم أن يكونوا زهاء مائة الف
وقالت الفرقة الرابعة من أصحاب ابي عبد الله جعفر بن محمد أن الامام بعد جعفر بن محمد ابنه «محمد بن جعفر (١)» وأمه أم ولد يقال لها حميدة وهو وموسى واسحاق بنو جعفر بن محمد لأم واحدة ، وذلك أن بعضهم روى لهم أن محمد بن جعفر دخل على ابيه جعفر يوما وهو صبي صغير فعدا إليه فكبا في قميصه ووقع لحر وجهه فقام إليه جعفر وقبله
__________________
(١) محمد بن جعفر يلقب بالديباج او ديباجة لحسن وجهه ويلقب أيضا بالمأمون ، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليهالسلام وقال الشيخ المفيد في الارشاد كان محمد بن جعفر شيخا شجاعا وكان يصوم يوما ويفطر يوما ويرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف وخرج على المأمون في سنة ١٩٩ بمكة واتبعته الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه وأخذه وأنفذه إلى المأمون فلما وصل إليه اكرمه وادنى مجلسه منه ووصله وأحسن جائزته فكان مقيما معه بخراسان (انتهى) توفي بجرجان سنة ٢٠٣ وقبره بها وصلى عليه المأمون