والرواية قائمة أن للقائم غيبتين فهذه الغيبة احداهما وسيظهر ويعرف ثم يغيب غيبة اخرى وقالوا فيه ببعض مقالة الواقفة على موسى بن جعفر ، وإذا قيل لهذه الفرقة ، ما الفرق بينكم وبين الواقفة قالوا أن الواقفة اخطأت فى الوقوف على موسى لما ظهرت وفاته لأنه توفي عن خلف قائم اوصى إليه وهو الرضا عليهالسلام وخلف غيره بضعة عشر ذكرا وكل إمام ظهرت وفاته كما ظهرت وفاة آبائه وله خلف ظاهر معروف فهو ميت لا محالة وإنما القائم المهدي الذي يجوز الوقوف على حياته من ظهرت له وفاة عن غير خلف فيضطر شيعته إلى الوقوف عليه إلى أن يظهر لأنه لا يجوز موت إمام بلا خلف فقد صح أنه غاب
وقالت الفرقة الثانية : أن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته وهو القائم المهدي لأنا روينا أن معنى القائم هو أن يقوم من بعد الموت ويقوم ولا ولد له ولو كان له ولد لصح موته ولا رجوع لأن الامامة كانت تثبت لخلفه ولا اوصى إلى احد فلا شك أنه القائم والحسن ابن علي قد مات لا شك في موته ولا ولد له ولا خلف ولا اوصى إذ لا وصية له ولا وصي وأنه قد عاش بعد الموت وقد روينا أن القائم إذا بلغ الناس خبر قيامه قالوا كيف يكون فلان إماما وقد بليت عظامه فهو اليوم حي مستتر لا يظهر وسيظهر ويقوم بأمر الناس ويملأ الأرض