على ضربين : ضرب غير باق فيجوز خلو الجسم عنه قبل وجوده وبعد وجوده ، وذلك كالصوت والاعتماد. وضرب باق ، فيجوز خلو الجسم عنه قبل وجوده في الجسم ، فإن وجد لم يجز خلوه عنه إلّا لأمر يرجع إلى الجسم وذلك
كاللون فإنه يجوز أن لا يوجد الله في الجسم الذي خلقه لونا ، وإن أوجد سوادا مثلا لم يجز أن يخلو ذلك الجسم عن جنس من أجناس اللون ، وإن جاز خلوه من السواد ،
__________________
وهما ظاهران ، ومرارة كطعم الصبر ، وملوحة كطعم الملح ، وحرافة كطعم الفلفل والزنجبيل ، (والرائحة) حقيقتها : المعنى المدرك بالخيشوم ، وتنقسم إلى رائحة طيبة ورائحة خبيثة ، (والحرارة) حقيقتها : المعنى المدرك بمحل الحياة في غير محلها ، (والبرودة) حقيقتها كذلك (أي كحقيقة الحرارة) وقد ذكر الإمام ـ عليهالسلام ـ من أحكام اللون وما بعده أنها مدركة ، وأنها من الأعراض الباقية ، وأنها غير موجبة ، وأنه يدخل فيها التماثل والتضاد دون الاختلاف ، وأنها لا توجد إلا في محل.
(والرطوبة) حقيقتها : المعنى الموجب انغماز المحل ، ومن أحكامها أنها باقية غير مدركة. (واليبوسة) حقيقتها : المعنى الموجب لنبو المحل ، (والشهوة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الحي بحياة مشتهيا ، ومن أحكامها : أنها غير مدركة وغير باقية وغير ذلك ، (والنفرة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الحي بحياة نافرا وتشارك الشهوة في أحكامها ، (والحياة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الواحد منا حيا ، أو المعنى الموجب كون الأجزاء الكثيرة في حكم الشيء الواحد. (والقدرة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الحي بحياة قادرا. (والفناء) حقيقته : المعنى الموجب عند وجوده انتفاء الجواهر ، (والكون) حقيقته : المعنى الموجب كون محله كائنا في جهة ، (والاعتماد) حقيقته : المعنى الموجب تدافع المحل في بعض الجهات ، وينقسم إلى لازم ومجتلب ، واللازم ينقسم إلى علوي كاعتماد النار ، وسفلي كاعتماد الحجر ، والمجتلب يقع في الجهات الست ، (والتأليف) حقيقته : المعنى الموجب لصعوبة التفكيك عند مقارنة الرطوبة واليبوسة ، (والصوت) حقيقته : المعنى المدرك بحاسة السمع ، (والألم) حقيقته : المعنى المدرك بمحل الحياة في محلها مع مقارنة النفرة ، فإن قارنت جنسه الشهوة فهو اللذة. (والاعتقاد) حقيقته : المعنى الموجب كون الواحد منا معتقدا. (والإرادة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الحي مريدا. (والكراهة) حقيقتها : المعنى الموجب كون الحي كارها ، (والظن) حقيقته : المعنى الموجب كون الواحد منا ظانا. (والفكر) حقيقته : المعنى الموجب كون الواحد منا متفكرا.
هكذا أوردها الإمام ـ عليهالسلام ـ ، وقد نقلنا أكثر كلامه مع الاختصار لبعض الأحكام. ثم قال تنبيه : قد عرف بما ذكر تسمية كل عرض معنى ، ولهذا جعل لفظ المعنى جنسا لحقائقها ، والمعنى في اللغة : المراد من عنيت كذا (أي أردته). وفي الاصطلاح : الذات استعمل أولا في كل ذات ثم قصروه على الأعراض وعليه بنيت هذه الحقائق ، وقد يقصر في اصطلاح خاص على المعاني الموجبة ، وتنقسم هذه الأعراض إلى مقدور لله تعالى فقط ، وهو الاثنى عشر الأولة ، وهو الصحيح ، وإلى مقدور للعباد ، والمعنى أنهم يقدرون عليها ، وليس المراد أنه لا يقدر عليها إلا هم ، فالباري تعالى يقدر من أجناسها في الوقت الواحد والمحل الواحد على ما لا نهاية له ا. ه.