وقد قسّموا الأعراض إلى أقسام تسعة ، وهي : الكم ، والكيف ، والوضع ، والأين ، والجدة ، ومتى ، والفعل ، والانفعال ، والمضاف.
قال الحكيم السبزواري :
كَمٌّ وكيفٌ وضعُ عَيْنٍ له متى |
|
فِعلٌ مضافٌ وانفعالٌ ثبتا (١) |
وربما يجعلونها ثلاثة : الكم ، والكيف ، والأعراض النسبية ، وهي شاملة لبقية الأعراض.
وليس التصنيف والتأليف وإدخال الأُمور المختلفة تحت مفهوم واحد ، مختصاً بالأُمور المادية ، بل يقوم به العقل في الأُمور النفسية أيضاً ، فيقول مثلاً : البخل ، والحسد ، والعشق والمحبة ، من الحالات النفسانية. وكلّها تدخل تحت كيف نفساني. كما يقول : إنّ الألوان والأشكال ـ من مربع ومثلث ـ كلّها من حالات الجسم ، وتدخل تحت كيف جسماني. إلى غير ذلك من عمليات التصنيف والتأليف في كل علم.
* * *
٤ ـ التجزئة والتحليل
إنّ من عمليات العقل ، تجزئة مفهوم واحد إلى مفاهيم كثيرة ، كتحليل الإنسان إلى الحيوان الناطق ، وتحليل الحيوان إلى الجسم المتحرك بالإرادة ، وتحليل الجسم إلى ما له أبعاد ثلاثة ، وغير ذلك من التحليلات الجسمانية والنفسانية.
والفرق بين التصنيف والتجزئة واضح جداً ، فإنّ عمليتي التصنيف والتحليل أشبه ببناء المخروط. فالتصنيف يشرع من قاعدة المخروط حتّى يصل إلى رأسه ، فيجمع المختلفات تحت مفهوم واحد. والتحليل يشرع من رأس المخروط ، ثمّ يحلل شيئاً فشيئاً حتّى ينتهي إلى قاعدته.
* * *
__________________
(١) المصدر السابق : ١٣٢