أدوات المعرفة
(٤)
الاستقراء
هو تصفح الجزئيات لإثبات حكم كليّ.
وبعبارة أُخرى : دراسة الذهن لعدّة جزئيات ، ليستنبط منها حكماً كليّاً كما إذا شاهد عدّة أنواع من الحيوانات ، فوجد أنّ كل نوع منها يحرّك فكّه الأسفل عند المضغ ، فيستنبط منها قاعدة عامّة ، وهي أنّ كلّ حيوان يحرّك فكّه الأسفل عند المضغ.
فحقيقة الاستقراء هي الاستدلال بالخاص على العامّ ، كما أنّ حقيقة التمثيل هي الاستدلال بالخاصّ على الخاصّ. فملاك الاستنباط في التمثيل هو التشابه بين جزئيين ، بينما ملاكه في الاستقراء هو التشابه بين جزئيٍّ لم ندرس حاله ، وجزئيّات درسنا حالها ، فنُلْحِق الجزئي المجهول ، بالجزئيات المعلومة الحال (١).
وأركان الاستقراء ـ كالتمثيل ـ أربعة :
١. الأصل ، وهو الجزئيات الّتي درسنا حالها.
__________________
(١) وأمّا البرهان ، فلا صلة له بالتمثيل والاستقراء ، إذ ليس الجزئي هناك موجباً للمعرفة ، بل هو الاستدلال بالعام على الخاص ، أعني الاستدلال بالكبرى الكليّة على مقدمة كليّة ، كما سيوافيك بيانه.